أحاول أن أفهم...وعندما يستعصي الفهم أعود الى من هو أكثر فطنة مني لأفهم... ولأنه لا أحد يتجاوز فطنتي أضع نقطة تعجب وأمضي.. شاكر نفسه عجز عن فهم أمرين.. التمديد في حالة الطوارئ ودور الناخبين من أصل مغاربي في فرنسا.. بالنسبة للتمديد في حالة الطوارئ باتفاق بين الرؤساء الثلاثة فان البلاغ صدر ومر مرور الكرام.. بلاغ ساكت... لم يفصح عن السبب خاصة وأن كل التصريحات الرسمية تتحدث عن تحسن ملحوظ في استتباب الأمن وأن الوضع تحت السيطرة.. وحتى المواطن العادي لاحظ ذلك.. إذن ما الداعي الى هذا البلاغ الذي بقدر ما يرسخ الاطمئنان في نفوس التوانسة فهو فزاعة بالنسبة للسياح... حالة طوارئ تترجم عندهم بحالة فوضى.. وخطر داهم في كل لحظة.. وهذا يضع بلادنا على الخارطة السياحية كمنطقة ساخنة بسبب المخاطر وليس بسبب شمسنا التي تبزغ كل يوم... «على بابك يارزاق» يضرب البلاغ السياحة..يضربها وهي تتهيأ للتعافي مما أصابها منذ اندلاع الثورة... من سألكم متى وكيف؟! السكوت أسلم.. من الثرثرة ..الخلاقة... للمشاكل والمطبات.. ليتهم سكتوا.. أما الأمر الثاني والذي لم أفهمه فهو تصويت أغلب الناخبين التوانسة والمغاربة لفائدة اليسار الفرنسي.. وفي بلدانهم يصوتون للتيار الديني.. صوتوا كجماعة «صفر فاصل متاع فرنسا».. للذين لا يخلطون بين الدين والسياسة.. للذين يعلنون الحادهم بحرية مطلقة.. يصوتون لمن يجيزون الزواج المثلي.. يصوتون لمن يعتبرون الحرية حدودها السماء .. يصوتون «للكفار».. أليس هذا غريبا.. اليسار التونسي عدو واليسار الفرنسي صديق ... ومؤمن .. من آوى الهاربين من بطش أوطانهم.. من حول حقوق الإنسان الى دستور عالمي.. اليسوا هؤلاء.. إذن كيف نقيّم موقف الناخبين المسلمين!! لماذا هذا التعارض بين المحلي والأجنبي .. فصام غريب.. وتركيبة معقدة.. وعندما نتحاور بجد .. تجمعنا الطاولة.. وتفرقنا المصطلحات.. والمسميات.. ونزيد في رفع الجدار الوهمي الذي يفصلنا..