نظم أمس أعوان نقابة التجار المستقلين وقفة احتجاجية أمام قصر الحكومة بالقصبة لمطالبة الحكومة بتنفيذ وعودها التي قطعتها على نفسها فيما يخص تمكينهم من مكان للانتصاب واحتجاجا على سياسة المماطلة التي تنتهجها السلط المعنية. وتظاهر عشرات التجار من الجنسين أمام قصر الحكومة رافعين لافتات كتب عليها شعارات منها: "نريد حلولا نافذة لا مسكنات ونحن لسنا بندارة ولا مليشيات» و«التجار نفد صبرهم من الحكومة"... الحكومة أخلفت وعدها أكد المحتجون أن الحكومة أخلفت وعدها ولم تلتزم بما قطعته على نفسها في ما يخص صرف الاعتمادات المخصصة لهم داعين إياها الى توفير الاموال التي تحدثت عنها حتى يتسنى لهم تحصيل لقمة عيشهم و استئناف أنشطتهم التي تعطلت منذ اشهر سيما امام الحملات الأمنية المكثفة للقضاء على الانتصاب الفوضوي وسط العاصمة. وأوضح عدد من المحتجين انهم يمرون بظروف اجتماعية قاسية واكدوا انهم أصبحوا لا يقدرون على توفير أبسط مقومات الحياة خاصة ان الكثير منهم لهم ابناء. إضافة إلى تلكؤ الدولة في انجاز المنطقة التابعة لهم بشارع قرطاج بالعاصمة وامتناعها عن صرف الاموال المتبقية لاكمال المشروع ورددوا : «يا حكومة حرام عليك والزوالي يستنّى فيك» اضافة الى «يا جبالي وينو وعدك لينا , علاش تحقر فينا". ثورتنا سرقت وصرح مُستجوبون ل«التونسية» أن الثورة نفذتها الطبقات الفقيرة والمحرومة في المجتمع التونسي والتي ينتمي لها «محمد البوعزيزي» الذي قالوا عنه انه «نصاب» ومع ذلك لم يستفد منها سوى من هم أشد قوة فيما ظل الفقير على نفس الحالة متسائلين : « لماذا سرقت ثورة النصاب الأولى؟» فيما اعرب البعض الآخر عن تذمرهم من الوضعية التي يعيشونها متوعدين بثورة ثانية لتعديل المسار ولاعادة الاعتبار لصانعي الثورة التي كان وقودها الطبقات الفقيرة رافعين شعار كتب عليه : « الثورة الاولى ثورة نصاب والثورة الثانية هي ثورة التجار المستقلين وسنقدم 500 بوعزيزي"... تصعيد؟ وهدد المحتجون بمواصلة تحركهم الى حين تحقيق مطالبهم. وافاد المنصف (أحد المحتجين) انهم قاموا بعديد الوقفات الاحتجاجية التي اعقبتها وعود وصفها بالواهية قائلا : «في كل مرة يخرج علينا احد المسؤولين ويزف لنا مجموعة من الوعود التي لا تترجم على أرض الواقع فنعاود الرجوع من حيث بدأنا وننفذ وقفة احتجاجية أخرى, ونحن على هذه الحال منذ اشهر». وأفاد أحد المحتجين انهم لم يجدوا آذانا صاغية فاختاروا ان يكون قصر الحكومة بالقصبة مكانا لتنفيذ وقفتهم الاحتجاجية التي تمنى ان تتوج ولو بحلول وقتية في انتظار الافضل . وقال المحتجون انهم يتفهمون الظرفية التي تمر بها بلادنا خاصة الركود الاقتصادي مضيفين ان مطالبهم ليست تعجيزية بل معقولة ولا تستوجب الكثير من التفكير والجهد .