بإمكان الترجي الرياضي بأدائه الحالي السيطرة على البطولة التونسية والتتويج باللقب بفارق كبير عن ملاحقيه فمستوى بطولتنا بكل صراحة متوسط جدا ويمكن بالتالي لفريق باب سويقة كسب الريادة فيه وتحقيق النجاحات والانتصارات المتتالية والأرقام القياسية، أما على الصعيد القاري وهو الهدف الذي يصبو إليه كل الترجيين فإن الأمر يختلف تماما ويصعب بكل أمانة على الأحمر والأصفر التطلع إلى التنافس بجدية على اللقب والمحافظة على تاجه الإفريقي في ظل المستوى الحالي الذي يظهر عليه الفريق وذلك من الناحيتين الدفاعية والهجومية، فالهفوات في الخط الخلفي تتكرر في كل لقاء بل تتفاقم بمرور الجولات وحفاظ الترجي الرياضي على عذارة شباكه في عدة مباريات محلية لا يعود إلى صلابة دفاعه بقدر ما هو راجع إلى ضعف الخطوط الأمامية لمنافسيه وعدم امتلاكها الهداف القادر على استغلال الفرص، في المقابل ونعني هجوميا ها قد اكتشفنا أمس الأول مستوى ومردود الخط الأمامي في غياب الكاميروني نجانغ حيث وقف كل الترجيين على حقيقة مرة وهي أن هجومهم يفقد كل قوته في غياب نجانغ لافتقاده الواضح للزاد البشري اللازم الذي يليق بفريق في حجم الترجي الرياضي حامل النسخة الأخيرة لرابطة الأبطال الإفريقية والمتطلع إلى المحافظة على هذا اللقب... وبين الخلل الدفاعي وتعدد أخطاء الخط الخلفي من جهة وضعف الزاد البشري الهجومي وغياب اللاعب الثاني القادر على مساندة أو تعويض نجانغ من جهة أخرى لم يرتق المستوى الفني للترجي الرياضي في مقابلاته الأخيرة وعلى الرغم من تتالي انتصاراته إلى الدرجة التي تسمح له بالتطلع إلى تألق قاري جديد ودخول غمار الأدوار المتقدمة في رابطة الأبطال بحظوظ وافرة... لا بد أن نكون أمناء في تحليل المستوى الحالي للمجموعة الترجية وللأداء الذي يقدمه الفريق في كل مقابلاته ولا بد لأبناء باب سويقة النظر إلى الأشياء بواقعية لتدارك ما يجب تداركه وإعداد الفريق المناسب لدخول دور المجموعات بتطلعات كبيرة تتماشى وطموحات العائلة الترجية الموسعة التي تحلم بإنجاز ثان على هذا المستوى... فالترجي الرياضي لا يمكن أن ينتظر في كل مباراة إنجازا فرديا من المساكني لحسم النتيجة وتحقيق الفوز... لا يمكن أن يتراجع أداء أحد خطوطه بصفة مذهلة بمجرد غياب لاعب... لا يجوز أن تتكرر هفواته الدفاعية في كل المقابلات بما أن الهدف الذي قبله مؤخرا في المنستير هو نسخة مطابقة للأصل للأهداف الأخرى سواء في غمبيا أو حمام سوسة أو ضد المغرب الفاسي، هذا علاوة على بقية الفرص التي يهدرها المنافسون بغرابة ويلعب الحظ دوره بنسبة كبيرة في بقاء شباك الترجيين عذراء... إذن وبكل وضوح نؤكد أن المستوى الحالي للترجي الرياضي لا يسمح له بدخول غمار دور المجموعات في كأس رابطة الأبطال الإفريقية بفريق عتيد قادر على مقارعة كبار القارة والتطلع إلى لعب الأدوار الأولى والتتويج باللقب، هذا ما يجب أن نقوله بكل صراحة لأن فريق باب سويقة بوصفه ممثلا لكرة القدم التونسية يعنينا جميعا مما يفرض علينا أن نكون واقعيين في تقييمنا عسى أن يتم التدارك قبل الدور القادم الصعب والحاسم ناهيك و أن الوقت لا يزال يسمح بذلك. انتدابات من الطراز الرفيع تفرض نفسها التدارك قبل دور المجموعات في كأس رابطة الأبطال الإفريقية يمر عبر العديد من النواحي أبرزها تعزيز المجموعة بانتدابات قيمة ومن الطراز الرفيع في كل الخطوط بدون استثناء. فالترجي الرياضي في حاجة إلى تدعيمات في مراكز عدة وخاصة الهجومية منها سواء على مستوى خط الوسط و«صناعة» اللعب أو على مستوى الخط الأمامي والنجاعة الهجومية ... إن انتداب صانع ألعاب آخر يساعد يوسف المساكني في هذه المهمة أمر يفرض نفسه بشدة للارتقاء بالأداء الهجومي للفريق إلى المستوى المطلوب الذي يسمح له بالتطلع إلى أفضل النتائج في كأس رابطة الأبطال فيما يظل تعزيز الخط الأمامي بمهاجم من أعلى طراز يقدم الإضافة نجاعة وتهديفا من الأولويات التي يجب أخذها بعين الإعتبار في الميركاتو القادم حتى يرتقي أداء هذا الخط إلى المستوى الذي يؤهله إلى إحراج ومغالطة دفاعات منافسيه على الصعيد القاري... وعلى هذا الأساس فإن ميركاتو الصيف سيكون حاسما للترجيين لتمهيد كل ظروف النجاح لفريقهم في مغامرته الإفريقية ورحلة الدفاع عن اللقب الغالي. مراجعة بعض الحسابات الفنية إضافة إلى التعزيزات التي تفرض نفسها لتقوية المجموعة الحالية يبقى دور المدرب ميشال دي كستال هاما في حسن استغلال نقاط قوة الفريق ووضع طريقة عمل تمكن الفريق من الارتقاء بمستواه الجماعي إلى أعلى الدرجات لأن المردود الحالي يفتقد صراحة إلى أسلوب خاص يميز الترجي الرياضي عن بقية الفرق و يصنع انتصاراته خلال المقابلات... صحيح أن الفرديات تقدم إضافة كبيرة وتصنع انتصارات الأحمر والأصفر في هذه الفترة لكن هذا الحل لا يستطيع وحده أن يصنع ربيع الفريق أو أن يكون العنصر الفريد الذي يحسم المقابلات إذ لا بد من أسلوب جماعي مميز يمثل القوة الضاربة للفريق ويعطي طابعا خاصا يشكل عنصر الحسم رقم واحد في النتائج الإيجابية... لا يمكن للترجي الرياضي أن ينتظر في كل لقاء إنجازا فرديا من يوسف المساكني لإحداث الفارق، ففريق في حجم الترجي الرياضي لا يجب أن يتوقف على لاعب واحد، فهذا غير طبيعي ولا يؤشر صراحة إلى نجاح ثان على المستوى القاري في المستقبل، زد على ذلك العبء الذي يسلط على المساكني الصغير المطالب في كل لقاء بالتألق لحسم نتيجة المباريات... الفرديات لا بد أن تكون حلا من الحلول العديدة التي من المفروض أن تتوفر في فريق مثل الترجي الرياضي لا أن تصبح الصانع الوحيد للإنتصارات وهنا يأتي دور الإطار الفني بوصفه المسؤول عن حسن استغلال الطاقات المتوفرة لديه وإيجاد الحلول الجماعية الضامنة للنجاح من خلال الاختيارات الموفقة وجدية العمل خلال التمارين... دور الإطار الفني يتمثل أيضا في القضاء على النقائص والهفوات ولو بصورة تدريجية فلا يقبل مثلا أن يتكرر قبول أهداف متشابهة من كرات ثابتة ولا يعقل أن تعاد نفس الهفوات في العديد من اللقاءات... صحيح أن النسق الماراطوني الذي يعرفه الترجي الرياضي منذ أشهر لم يسمح لدي كستال من إنجاز كل أفكاره وبرمجة تدريبات خاصة سواء لتفادي النقائص والغلطات أو لتأكيد نقاط القوة والإيجابيات لكن تتالي نفس الهفوات الدفاعية وانعدام الحلول الهجومية أمور لا يمكن أن تمتد أكثر من اللازم وتضع السويسري أمام مسؤولية ضرورة مراجعة بعض حساباته والسعي إلى ضمان المستوى الأدنى الذي يتماشى وإمكانيات الفريق.