الأداء الذي قدمه الترجي الرياضي أول أمس بمناسبة الكأس الإفريقية الممتازة كان في حقيقة الأمر منتظرا ومتوقعا من طرف العديد من الملاحظين ... هذا التوقع لم يكن بمحض الصدفة أو هكذا تكهنا اعتباطيا بل هو وليد ملاحظات واستنتاجات مستقاة من المقابلات الثلاث التي أجراها الفريق في البطولة إلى حد الآن والتي لم يرتق فيها المستوى إلى الدرجة المطلوبة بالنسبة لفريق مثل الترجي الرياضي... الخماسية ضد الترجي الجرجيسي "غلطت" الإطار الفني كثيرا حيث تغافل أنها جاءت بسبب ضعف المنافس لا بفضل قوة الترجي الرياضي لأن السلبيات والنقائص كانت موجودة وتأكدت بصفة خاصة في لقائي النجم الخلادي والنادي الصفاقسي اللذين لم يفز فيهما فريق باب سويقة فقط بصعوبة وإنما كان محظوظا جدا خلالهما لعجز مهاجمي هذين الفريقين في تجسيم الفرص السهلة التي توفرت لهم والتي أثبتت أن دفاع الترجي الرياضي لم يكن على أحسن ما يرام ويحتاج إلى تعديلات كبيرة كنا قد نبهنا إليها في العديد من مقالاتنا السابقة وحذرنا الإطار الفني من مهاجمي المغرب الفاسي الذين لن يهدروا أي هفوة للوصول إلى شباك بن شريفية وهذا ما حصل بالضبط... الترجي الرياضي ليس في أحسن حالاته في هذه الفترة لكن الأخطر من ذلك هو غياب التعديلات الرامية إلى تصحيح بعض الأشياء والقضاء على السلبيات والنقائص فالمردود لم يتحسن بمرور المقابلات وكان منتظرا إذن أن يقع الفريق في المحظور وها هو يخسر لقبا كان في متناوله لو تم استيعاب الدرس كما يجب من المواجهات السابقة وهو الدور الذي لم يقم به الإطار الفني من سوء حظ الترجيين. دي كستال لا يعي أنه يدرب فريقا كبيرا لم نشاهد الترجي الرياضي يلعب بثلاثة متوسطي ميدان دفاعيين منذ سنوات بل إننا لا نتذكر أن انتهج الفريق هذا الأسلوب قط في مقابلاته القارية في تونس ولذلك نقول إن دي كستال جاءنا ببدعة أول أمس بمناسبة السوبر الإفريقي ضد المغرب الفاسي... بدعة كشفت أن السويسري لا يعي جيدا قيمة وحجم الفريق الذي يشرف عليه ... فهو لا يعي أن الترجي الرياضي فريق هجومي وفريق ألقاب ولا يهاب منافسيه أبدا خصوصا حين يستقبلهم فوق أرضه في المنافسات القارية... الترجي الرياضي هو الذي يقرأ له منافسوه كل الحسابات ويهابونه ويخططون الطرق الدفاعية للتصدي إليه لا العكس ولذلك فإن دي كستال أخطأ في حساباته من خلال توخي الحذر أمام «الماس» وهو الذي تسبب في خسارة هذا اللقب بفسح المجال أمام المنافس للسيطرة على جل مجريات الشوط الأول الذي حسمت فيه المباراة بتقدم الضيوف في النتيجة... السويسري مطالب بمراجعة كل حساباته وإلا فإن الخيبات ستتواصل على يديه بالنسبة للترجي الرياضي وعليه أن يستفيق من سباته ويعلم أن الترجي الرياضي لا يحبذ أبدا الطرق الدفاعية ولم يتعود عليها بل هو يجهز على منافسيه في المباريات القارية من البداية وبسرعة من خلال الضغط الهجومي والإرباك والتهديف المبكر... دي كستال مدعو إلى التخلي عن خوفه وحذره اللذين لا يتماشيان والترجي الرياضي ويدرك جيدا أن الطريقة الهجومية هي الحل والمفتاح وهي الأسلوب المميز للأحمر والأصفر... جماهير الوداد طالما احتجت ولامته على طرقه الحذرة والدفاعية وترك دائما ياجور أو فرانسيس على بنك الإحتياطيين والتعويل نادرا عليهما من البداية وعليه إذن تفادي ذلك مع الترجيين من خلال لعب كل الأوراق الهجومية المتوفرة لديه وإلا فإننا سنقول فعلا إنه مدرب الفرق الصغرى ذات الأساليب الدفاعية. "كوليبالي " هو الأفضل حاليا ادريسا كوليبالي هو الأجنبي الدولي الوحيد في الترجي الرياضي ... مسألة مشاركته كأساسي أم لا مع المنتخب المالي أمر آخر لكنه الدولي الأجنبي الوحيد في الترجي الرياضي وهو مدافع صلب جدا يستحق أن يكون ركيزة أساسية في الخط الخلفي ... فدفاع الأحمر والأصفر لا يخلو من النقائص والسلبيات والهفوات ومن الضروري تعزيزه بكوليبالي بسرعة لأن الحل الأفضل للقضاء على الارتباك الذي يسجله الخط الخلفي في كل مباراة ... وعلى هذا الأساس فإن الإطار الفني مدعو إلى استغلال هذا اللاعب منذ اللقاء القادم وترسيمه نهائيا في تشكيلة الدفاع ومنحه الفرصة لاستعادة كل مؤهلاته وخاصة نسق المباريات الرسمية لأنه سيصبح بعد ذلك الركيزة رقم واحد في الخط الخلفي وسيساهم في القضاء على العديد من الهنات التي يشكو منها دفاع فريق باب سويقة وهو أول شيء لا بد أن يقوم به دي كستال عاجلا . في انتظار الميركاتو القادم لا بد أن يقوم الترجي الرياضي بانتدابات قيمة في خطه الأمامي ... هذا الأمر يفرض نفسه أكثر فأكثر في غياب الحلول والبدلاء على هذا المستوى ... فالميركاتو الصيفي القادم يجب أن يكون ميركاتو هجوميا من أعلى طراز بالنسبة لفريق باب سويقة إذا ما أراد فعلا الدفاع عن لقبه القاري بأوفر حظوظ والمنافسة الجدية على التاج الإفريقي... ولا بد من التفكير في ذلك من الآن والانطلاق في المساعي الرامية إلى إنجاح هذه الانتدابات والارتقاء بمستوى ومردود هذا الخط إلى الدرجة التي تخول له غزو كل الملاعب الإفريقية مثلما كان الأمر في الموسم الفارط... هجوم الأحمر والأصفر «خفيف» حاليا ويفتقد إلى الحلول التي تليق بفريق هجومي يتطلع إلى الانتصارات والألقاب وقد لا حظنا كيف غابت خطورة الخط الأمامي بمجرد غياب الفورمة عن نجانغ الذي نبهنا إلى إمكانية تراجع مستواه خلال هذا النصف الثاني من الموسم بسبب ما حصل له من طرف فريق يونغ بويز وفقدان التركيز وربما العزيمة والحماس على العطاء للترجي الرياضي.. وإن بقي الكاميروني أم لا بعد الصائفة القادمة فإن الحاجة إلى تعزيزات في هذا الخط ضرورية تفرض نفسها بشدة لأن فريقا يهدف إلى مواصلة التحديات الإفريقية لا يمكن أن يضم في صفوفه مهاجما واحدا في المستوى وأن يكون رهين فورمته واستعداداته فقط بل يجب أن تكون البدائل والحلول موجودة ومتوفرة.