تسارعت الأحداث في الأولمبي الباجي وعرفت عديد الأطوار المتلاحقة فيما يتعلّق بالإطار الفني للفريق بعد التعادل المخيّب للآمال ضد أمل حمام سوسة خاصة وأن مسؤولية النتائج السلبية التي لازمت الفريق حمّلت للمدرب فتحي العبيدي بنسبة عالية وهو ما دفع الهيئة المديرة لتتحرّك بعد أن عبّر الأحباء عن غضبهم وطالبوا بتغيير المدرب وتوفير كافة الظروف الملائمة لإنقاذ الفريق وإخراجه من أزمته الخانقة قبل فوات الأوان بما أن إمكانية التدارك لا تزال قائمة في قادم الجولات التي تكتسي أهمية بالغة في مواجهة أكثر من فريق يصارع بدوره من أجل تحقيق البقاء. إجتماع ساخن وآراء مختلفة مباشرة بعد المباراة تفادت الهيئة المديرة إصدار أي رد فعل واكتفى أعضاؤها بالتأكيد أنهم سينظرون لاحقا في الحلول الكفيلة بإصلاح الأخطاء ومساعدة الفريق على تجاوز أزمته في حين كانت ردة فعل الأحباء حادة من خلال المطالبة بإعفاء المدرب فتحي العبيدي وجلب المعوّض القادر على إنقاذ الفريق من هذه الوضعية الصعبة وهو ما دفع هيئة جلال الغربي على عقد إجتماعها مساء الإثنين والذي خصّص لتدارس ملف الإطار الفني وقد تواصلت الجلسة لفترة تجاوزت الثلاث ساعات بعد أن شهدت حوارا مفتوحا ونقاشات مطوّلة في ظل تعدد الآراء والإختلاف حول الأسماء المقترحة لتعويض فتحي العبيدي حتى أن رئيس فرع كرة القدم عادل الريابي خيّر الإنسحاب وقاطع الإجتماع بعد أن لاقى إقتراحه بعض المعارضين.. فتعددت الأسماء بين الجزائريين حمّوش وبلحوت وكمال الزواغي وقيس اليعقوبي وحبيب الماجري الذي حظي بموافقة العدد الأكبر من الحاضرين فتمّ الإتصال به من مقر النادي حيث دار الإجتماع وضبط موعد للقائه في العاصمة ظهر الأمس الثلاثاء بعد أن تمّ الإتفاق قبل ذلك على ضرورة إنهاء مهام المدرب فتحي العبيدي رغم أن هناك من إقترح مواصلته لمهامه وتدعيم الإطار الفني بنبيل بالشاوش كمدرب مساعد وهو مقترح لم يلق الإجماع المطلوب. لماذا تم التراجع عن «حبيب الماجري»؟ صباح الثلاثاء كان الإعتقاد السائد أن يتم إنهاء التفاهم مع المدرب الحبيب الماجري طبقا للإتفاق الحاصل ولمحضر الجلسة الذي تمّ إمضاؤه في إجتماع ليلة الإثنين بعد أن ضبط موعدا لمقابلة الماجري في العاصمة إلا أن كلّ المعطيات تغيّرت بشكل متسارع بعد أن عقد إجتماع جديد بمكتب أحد أعضاء الهيئة المديرة دعي له أغلب أعضاء الهيئة المديرة وتمّ خلاله التخلّي عن فكرة التعاقد مع الحبيب الماجري والإتفاق على تكليف إطار فني من أبناء الأولمبي الباجي ليتمّ طرح إسم فوزي الورغي اللاعب السابق للفريق وهو الذي عمل مدربا لشبان النادي لسنوات طويلة كما انه أنهى الموسم الماضي في فريق الأكابر صحبة الهادي المقراني على ان يكون نبيل بالشاوش اللاعب السابق للفريق ومدرب الآمال مساعدا لفوزي الورغي.. ويبقى السؤال مطروحا حول دواعي التخلّي عن التعاقد مع المدرب حبيب الماجري بعد إتفاق حصل إثر جلسة مطولة شهدت حوارا ساخنا رغم أن هناك من تحدث عن عدم قدرة الفريق على تلبية جرايته المرتفعة في هذه المرحلة التي يعرف خلالها الفريق مصاعب مادية.. كما تحدث البعض الآخر على أن تعيين بالشاوش والورغي جاء في إطار محاصصة وتوافق بين وجهات نظر مختلفة لعديد المسؤولين. المهمة صعبة وليست مستحيلة بالنظر إلى الوضعية الصعبة للفريق وقبوعه في المرتبة الأخيرة لا تبدو مهمة الثنائي الورغي وبالشاوش سهلة بالمرة ولكنها غير مستحيلة بالنظر إلى المشوار الطويل للبطولة بما أن الفريق سيلعب 13 مقابلة بالتمام والكمال وهو ما يؤكد أن حظوظه في البقاء لا تزال كاملة كما أن معرفة الورغي وبالشاوش بكواليس النادي وقربهما من اللاعبين ستسهل عملهما.. والأكيد أن إستمرار هذا الثنائي على رأس الفريق يمّر حتما بما سيحققه الفريق خلال لقائي حمام الأنف وقابس القادمين وهو أمر أكده أكثر من مسؤول في الأولمبي الباجي.. مهمة الورغي وبالشاوش تتطلب المجازفة وإدخال بعض التغييرات لسد النقائص والثغرات التي أثرت على نتائج الفريق في الفترة الأخيرة بضخ دماء جديدة ولمَ لا التعويل على بعض الأسماء الصاعدة من الشبان خاصة وأن بالشاوش الذي درب الآمال منذ الموسم الماضي يعرف أكثر من غيره قيمة الشبّان وقدرتهم على تحقيق الإضافة على غرار فخري العمدوني وأحمد الكوري ومحمد أمين الغربي وغيرهم.. «البوكاري» و«بكّار» يتمسكان بالإستقالة القرار الذي إتخذه رئيس النادي صحبة بعض المسؤولين بالتراجع عن التعاقد مع حبيب الماجري وإختيار الورغي وبالشاوش والذي غاب عنه كل من الكاتب العام مصدق بكار ورئيس فرع الشبان يوسف البوكاري جعلهما يعجلان بإعلان الإستقالة والتشبث بها بعد أن إعتبر رئيس فرع الشبان أن القرار بمثابة الإنقلاب على الإتفاق الذي حصل خلال إجتماع ليلة الإثنين في حين أن مصدق بكار سبق له أن إستقال وواصل مباشرة المهام الإدارية بلا صفة رسمية إلا أنه أكد للتونسية أنه قرر هذه المرة المغادرة نهائيا بعد أن تم تغييبه والتراجع عن قرار أتخذ بالإجماع.. وللتذكير فإن إستقالة هذا الثنائي تأتي بعد إستقالة الناطق الرسمي عماد الطبوبي وثلاثتهم من الأعضاء المنتخبين وهو ما يضع شرعية الهيئة المديرة تحت التهديد.. «بالشاوش» وذكريات الهمهاما.. المدرب المساعد الجديد للأولمبي الباجي هو المهاجم السابق المتألق نبيل بالشاوش الذي صنع ربيع الفريق خلال فترة التسعينات وظهر كأحد أبرز هدافي البطولة بما يعطي الأمل في أن يضع خبرته على ذمّة المهاجمين الذين غابت عنهم النجاعة لفترة طويلة.. والأكيد أن البداية ستكون بمباراة السبت أمام نادي حمّام الأنف الذي تألق أمامه بالشاوش أكثر من مرة خاصة عندما سجّل في مرماه خماسية تاريخية بقيت عالقة في أذهان الباجية الذين يأملون في رؤية فريقهم يتألق من جديد.. فهل تكون بداية الثنائي فوزي الورغي ونبيل بالشاوش ناجعة ويعطي التغيير الحاصل صلب الإطار الفني أكله بسرعة.