عقدت أمس جمعية النادي الافريقي جلستها الاستثنائية لتنقيح القانون الاساسي للفريق وذلك بنزل القولدن توليب في جلسة كانت بالفعل استثنائية لا على مستوى القوانين والنتائج الى آلت اليها وإنما بالنظر الى الإخلالات الكبيرة التي عرفتها سواء على مستوى التنظيم داخل القاعة أو على مستوى الحضور والاهم الأسماء الحاضرة.... الجلسة الاستثنائية انطلقت في تمام الساعة الثانية ظهرا بكلمة من هشام الذيب الكاتب العام للفريق بحضور بعض العشرات الأمر الذي أجبر الجماعة على تأجيلها الى الساعة الثالثة لعدم اكتمال النصاب القانوني وهو ما كان فعلا بعد أن تولى الأستاذ زين العابدين الوسلاتي رئاسة الجلسة بعد ان سحبت الكلمة من صالح المناعي نائب الرئيس والذي أجبر في ما بعد على الانسحاب من القاعة رفقة نزيهة بوذيب في وقت احتد فيه النقاش وتتالت الانتقادات على الهيئة الحالية. غياب العتروس... أهم ما ميّز جلسة الإفريقي الاستثنائية أنها دارت في غياب سببها الرئيسي وهو جمال العتروس رئيس النادي الإفريقي الذي فضّل مواكبة الأمور عن بعد سيّما ان وجوده كان سيزيد في تعقيد الأمور بالنظر الى حملة الانتقادات التي تلاحق الرجل...العتروس كان حاضرا بالغياب لأن اسمه ذكر أكثر مرّة خاصة عندما نادى شق كبير من الحاضرين باستقالته فورا من منصبه. جلسة يتيمة... جلسة الإفريقي سجّلت حضور وجوه العادة من المحامين الذين اعتادوا المرابطة خلف المنصات في كل المحافل التي يفسح فيها المجال لسن فصول أو قوانين جديدة ورغم وجود أصحاب الزي الاسود بكثرة الا ان حضورهم اقتصر على بعض الخطب التي أكل عليها الدهر وشرب والتي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي، وهذا هو الاهم، لن تغير في واقع الافريقي شيئا...ابرز نقطة هي غياب الوجوه الفاعلة في محيط الفريق على غرار ما يعرف بكبار النادي ولو ان جمهور الافريقي تحفظ على هذه العبارة وطالب بمحوها من قاموس الافريقي.الجلسة كانت يتيمة بالفعل لأن مقود القيادة فيها كان يتجول بين ثنايا القاعة بلا حسيب ولا رقيب وتحت سيطرة شعب الإفريقي... صيحات الاستهجان تلاحق بوصبيع... يمكن القول إن أكبر الخاسرين في جلسة الأمس هو حمادي بوصبيع الذي تلقى سيلا كبيرا من الانتقادات بسبب عزوفه عن دعم النادي وكذلك تهربه من الحضور في مثل هذه المناسبات وقد طالبت الجماهير بسحب صفة الأب الروحي منه وبنزع شعار الكوكا كولا من قميص الإفريقي... الجماهير ساءها كثيرا الدور السلبي الذي لعبه بوصبيع في حياة النادي. تدخلات رشيقة... شهدت الجلسة مداخلات مؤثرة من طرف بعض المنخرطين حيث توجهت رسائل إنذار شديدة اللهجة إلى بعض المحيطين بالفريق على غرار المسؤولين الذين تمعّشوا من خيرات النادي وتسببوا في وصوله إلى هذه الحالة...المداخلات كانت جميعها تصب في خانة التوصيات للأسماء القادمة عساها تفلح في إعادة الفريق إلى مداره الطبيعي. إعلام العار... كالعادة لم تستثن جماهير النادي الإفريقي بعض الأقلام التي اتهمتها بالتشويش على الفريق والتسبب في ما وصل إليه اليوم, اللوم كان موجها إلى أسماء بعينها جاز وصفها بإعلام العار حسب الجماهير الحاضرة ويبدو أن الإعلام في تونس اليوم أصبح هو «البهيم القصيّر» والشماعة التي يعلق عليها الجميع فشلنا رغم اقتناعنا ببعض الممارسات المشبوهة التي يأتيها بعض المنتسبين إلى المهنة... مناوشات العادة... بعض المناوشات سجلت حضورها كالعادة في الجلسة الإسثنائية بين مناصري العتروس ومنتقديه والامر لم يتعد مجرد المناوشات الشفاهية التي سرعان ما تم تطويقها... الجلسة الانتخابية... بلا شروط رغم بعض الشوائب التي لاحت في الجلسة الاستثنائية، ورغم انها لم تسر وفق ما يشتهيه البعض بما ان الامور حسمت بالصراخ والهتافات أكثر من شيء آخر فقد استقر الرأي في الأخير على تثبيت موعد الجلسة الانتخابية يوم 8 جوان القادم مع تكليف الاستاذ زين العابدين الوسلاتي برئاسة لجنة الانتخابات وقبول الترشحات فيما تم تشكيل لجنة ثانية لإعادة صياغة القانون الاساسي يترأسها لطفي الزاهي وتضم بعض الأسماء المعروفة على غرار كمال بن خليل ومجدي الخليفي. في نفس السياق تم الاتفاق على إلغاء جميع الفصول التي تحول دون وصول اي مرشح الى رئاسة الجمعية وبالتالي تم إلغاء جميع الشروط ويحق لأي كان الترشح لرئاسة النادي الافريقي وهو الامر الذي أفرح كثيرا مناصري سليم العتروس. طعنة في الظهر... جمال العتروس سيغادر الإفريقي، هذا مما لا شك فيه استجابة لرغبة الأنصار لكن ما يمكن التأكيد عليه هو ان اللجنة القانونية لفريق باب الجديد والتي سهرت على سير الجلسة وأعدت مشروع قانونها الأساسي طعنت العتروس من الخلف... الأمر يبدو جليا للعيان فالأمور سارت على النسق الذي يقضي في الختام بطرد مشروع لجمال العتروس...بعض الفصول القانونية لم يكن الوقت سانحا للتعرض لها لكن ما دار في كواليس الجلسة يؤكد ان العتروس طُعن من الخلف وكان مرّة أخرى ضحية نيران صديقة...