اسدل الستار مساء السبت على فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الحكاية بصفاقس بعرض "حكايات أمي سيسي في المجلس التأسيسي" احتضنه المركب الثقافي محمد الجموسي بصفاقس بحضور المندوبين الجهويين للتربية والثقافة ومدير المكتبة الجهوية وأسرة نادي الحكاية وعدد من الوجوه الإعلامية والثقافية والتربوية بصفاقس، إلى جانب جمهور غفير غصت بهم مدارج المسرح تفاعلوا إيجابيا مع عرض الاختتام. "حكايات أمي سيسي في المجلس التأسيسي" وهو عبارة عن قراءة جديدة للرواية العالمية الشهيرة "أمي سيسي" التي يبدو أنها أبت إلا أن تواكب ثورة الحرية والكرامة التي يعيش على إيقاعها المواطن التونسي في مختلف ردهات حياته. فأمي سيسي وبينما كانت ذات يوم تكنس أمام فناء دارها، عثرت على فلس قررت أن تستثمره في تمويل حملتها الانتخابية في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. فانطلقت تنشر الوعد تلو الآخر بالتشغيل والحرية والكرامة والنهوض بقطاعات الصحة والتعليم. إلا أن خصومها شنوا عليها حملة على شبكة الفايسبوك أو شريان الشبوك -على حد تعبيرها-، فأمي سيسي لم تعترف يوما بحقوق الإنسان حين قطعت ذيل القط الذي سرق منها غداءها، وهي كذلك شاركت الطرابلسية في صنع العُصبان وتصديره إلى الخارج، وهي أيضا من التجمعيين بردائها البنفسجي الذي لم يفارقها يوما... ولكن وبالرغم من ذلك، وبفضل جهود ابنتها طالبة الحقوق التي أدارت حملتها الانتخابية، وبفضل دعمها لجهود مجموعة من الشباب الناشط على شبكة الأنترنات أيام الثورة، وبفضل اهتمامها المتواصل بأشعار درويش، نجحت في افتكاك مقعد في المجلس التأسيسي لتشارك في صياغة دستور قيل لها أنه سيصاغ دون الحاجة لها. وتبعا لذلك، لم تجد ما تفعل سوى التفاعل مع زملائها في المجلس انطلاقا من رئيسه ونائبيه وصولا إلى القصاص والدهماني، إلى جانب التفاعل مع أحداث كلية منوبة وشارع بورقيبة وغيره... عرض الاختتام عكس بشكل أو بآخر ما تعيشه بلادنا هذه الأيام، وإن كان ذلك بوجوه شابة وبأسلوب غلب عليه الطابع الفكاهي، إلا أنه وجه رسائل مضمونة الوصول لمن يهمه الأمر بأن ثورة تونس مازالت لم تحقق أغلب أهدافها والدعوة ملحة للجميع من أجل المشاركة في تحقيقها بعيدا عن التجاذبات السياسية والأديولوجية وغيرها.