هذا السؤال ما فتئ يطرحه مسؤولو أحباء القلعة الحمراء والبيضاء بعد هزيمة فريقهم في دربي العاصمة ضد الترجي الرياضي التونسي. والثابت الأن هو اختلاط الأوراق في سباق اللقب بعد تقلص حظوظ النادي الإفريقي بعد هزيمتين في هذه المرحلة الهامة من البطولة الوطنية. والثابت أيضا هو المردود المهزوز الذي قدمه أبناء الشاذلي القائد آخر الأسبوع المنقضي على أرضية قصر الرياضية بالمنزه أمام عدد قليل من أحبائهم (مقارنة بعدد أحباء الترجي الرياضي) ولا يعكس في الحقيقة الإمكانيات الفنية والتكتيكية العريضة لزملاء مكرم الميساوي. فنيا لم يقدم زملاء أسامة البوغانمي ولو 50 في المائة من مردودهم العادي الذي مكنهم من الحصول على المرتبة الأولى من المرحلة الأولى، حيث لم يهزموا ولو مرة بعد 22 مقابلة بالتمام والكمال. تواضع «عمر خذيرة» أحدث الفارق في المقابل أظهر أبناء عمر خذيرة الكثير من الصبر والحنكة والذكاء في التعامل مع مجريات المباراة التي انتهت بفارق أربعة أهداف كاملة (28-24). إن من تابع هذا الدربي عدد 107 في تاريخ الفريقين العريضين لاحظ تعاملا خاصا للممرن الشاب عمر خذيرة مع أبنائه سواء قبل اللقاء أو خلال الشوطين أو أثناء اللقاء وبعده. وقد تمكن بتواضعه وذكائه من الفوز بالدربي الثالث لهذا الموسم، وبالتالي كسب اللقاء الذي كان عليه أن يكسبه بعد هزيمتين متتاليتين ضد المنافس نفسه.. وبعد لقاء النجم الساحلي يوم الأربعاء الماضي بقاعة الزواوي وبالتالي الإمضاء على نهاية فترة شك طويلة نسبيا كان ضحيتها السيد العياري وتعويضه بالشاب عمر خذيرة الذي عرف والحق يقال كيف يمرر تواضعه على الميدان. وفي تصريح أدلى به ل«التونسية» نهاية الدربي لم يخف عمر خذيرة تأسفه لانسحاب السيد العياري، مؤكدا أنه يواصل «نفس العمل الفني الذي بدأه السيد العياري» الشيء الذي يحسب لهذا المدرب أصيل الوطن القبلي. وفي المقابل عبر زميله الشاذلي القائد عن تحفظه حول مردود بعض ركائز فريقه، متذمرا في نفس الوقت من تقلص عدد لاعبي الفريق الأول للنادي الإفريقي مقارنة بالمرحلة الأولى، أمام فرق في حجم النجم الساحلي والترجي الرياضي اللذين استرجعا لاعبيهما في الوقت المناسب. كما أضاف الشاذلي القائد أنه من الصعب في الوقت الراهن «تعويض 3 يساريين بسرعة في قيمة أيمن حماد وأسامة حسني وغازي الغريبي». النجم دائما في الموعد بانتصار الترجي الرياضي على النادي الإفريقي والنجم الساحلي على جمعية الحمامات (30-22) توزعت الأوراق من جديد. المتتبع للنجم الساحلي في المرحلة الثانية من البطولة يلاحظ العودة القوية لبعض لاعبيه الأفذاء إلى قمة العطاء على غرار عبد الحق بن صالح، وصبحي سعيد ومصباح الصانعي وخاصة الحارس ماجد حمزة. حسابيا كل شيء يبقى ممكنا في ظل «الفورمة» التي تغيب وتحضر». النادي الإفريقي، كذلك مازال معنيا بلقب البطولة بشرط أن يتمكن من الفوز في كل المقابلات الآتية من مرحلة الإياب التي ستكون بدايتها يوم الأربعاء 23 ماي، بما أن البطولة الوطنية ستركن للراحة لتفسح المجال لسباق الكأس في نفصه النهائي يوم السبت المقبل.