عندما يتغزل الرّجل بزوجته ويقول لها القمر قمران.. فهو يقصد أن قمر السماء يرادفه قمر الأرض.. ولكن هل مازال الرّجال يتغزّلون بحبيبتهم زمن الثّورة.. هل يكون هذا فقط في عشق الأحزاب.. المؤتمر مؤتمران.. واحد في سماء الحكومة والآخر على الأرض المتحرّكة.. في الأساس كانا جسدا واحدا.. ولعب المشرط في الفصل إلى توأمين.. ويقال أنّ حكيما في «النهضة» ساهم في إنجاح العملية الصعبة بالنصيحة البريئة.. والآن لابدّ من تثبيت نسب كل منهما.. مادام الرّئيس المؤسس مشغول بما يحدث في القصر.. قدامه وحوله.. وتحت فراشه.. حزب النّظارات فقد عينا.. فلم يعد يسمع.. سبحان الله الذي قدّم السّمع على البصر.. أما حزب التكتّل الشّريك في الترويكا فهو أيضا عرف أكثر من أزمة لمّا نسي قواعده الذين انتخبوه فثاروا وانسحبوا.. وتشقّق البيت من الدّاخل ونُشر الغسيل على الصّحف وفي الإذاعات.. وانشق من انشق.. والرّابط بين ما يجري في هذين الحزبين هو مسافة القرب من السلطة وفتنة السلطة.. وكلما اقترب «إيكار» كلما احترقت أجنحته.. صارت الكراسي الدوّارة تصيب الرّأس ب«الدّويخة».. و«الدوّيخة» انتقائية تفسخ أهداف الثورة وتحافظ على شروط السّلطنة.. انتهت الوعود التي أفْصحوا عنها لتبرير المشاركة في السّلطة.. ولم نر منهم موقفا حازما في الانفلاتات ولا في سياسة الولاءات ولا في غياب الإنجازات على الأرض أو مشاكل الجرحى والمعطّلين عن العمل.. وغلاء المعيشة والعنف المتصاعد في كل مكان.. الأصل هو تجميع القوى لا تشتيتها.. الأصل هو أن تكون هذه الأحزاب معدّلة لا مصادقة آليا.. لأنّها بهذا لا تفيد «النهضة» الكتلة الغالبة ولا تنصف الذين انتخبوهم من الشعب.. وها هو رئيس المجلس في جلسة مهيبة يعلن عن خارطة الطريق بعد لأي.. ولم تدم الفرحة.. لأنّه من الغد صدرت تصريحات تستبعد ما تقدّم لأنّ الرئيس لم يشرك رؤساء الكتل ولم يحاورهم قبل هذا التصريح.. تصرف خاطئ شكلا. . وكثيرون سيعملون على ضربه في الأصل.. عدنا إلى المربّع الأوّل.. مربّع الاكتئاب الشعبي..