قام صباح اليوم الإثنين مجموعة من فلاحي ولاية باجة بغلق المدخل الرئيسي للمدينة على مستوى المفترق الرئيسي"البلارج" المؤدي إلى العاصمة وجندوبة وبنزرت مستخدمين في ذلك عددا من الجرارات الفلاحية وأكد المعتصمون أن تحركهم عفوي ولاتؤطره أي منظمة أو هيكل نقابي فلاحي معبرين عن غضبهم لما آلت إليه أوضاعهم المادية والمهنية جراء سياسات عديدة رأوها فاشلة إستعملت الفلاح لحل المشاكل من خلال مصادرة منتوجاته بأبخس الأثمان لإرضاء ضغط الشارع ومطالب النقابات العمالية بما جعل الفلاح في حالة من الفقر والعجز المالي...وقد صاغ الفلاحون المعتصمون بيانا وجهوه إلى رئيس الحكومة ضمنوه مطالبهم الملخصة في 10 نقاط تتعلّق بالرفع في سعر القمح تماشيا مع إرتفاع الأسعار وكلفة الإنتاج والمطالبة بسلم تعيير عادل ومسح ديون الفلاحين بإعتبارها نتيجة لسياسة التفقير التي طالت الفلاح منذ عقود من الزمن ومراجعة منظومة تربية الماشية وربط سعر الحليب بكلفة الإنتاج ومراجعة معايير الفحص الفني لآلات الإنتاج وإيجاد حل لنقل العملة الفلاحيين لوضع حد للإبتزاز المسلط من طرف رجال الأمن وإيجاد حل للإرتفاع المشط لأسعار الميكنة الفلاحية وقطاع الغيار والمحروقات والأسمدة والأدوية والمطالبة بتشريك الفلاح في المفاوضات والملفات التي تخصه ووضع حد لسياسة التوريد الهامشي التي تضر بمنظومات الإنتاج وبالأمن الغذائي مع المطالبة بوضع حد لتحديد الأسعار دون دراسة علمية بالإضافة إلى التأكيد على مراجعة مقاييس القرض الفلاحي حتى يواكب التكلفة... وقد كان إعتصام الفلاحين وغلقهم للمفترق الرئيسي المؤدي إلى عديد الإتجاهات سببا في تذمر وإنزعاج عدد كبير من مستعملي الطريق خاصة الذين طالبوا بفسح المجال حتى لا تتعطل مصالحهم... الوالي يتدخل لرفع الإعتصام بعد ساعة من بداية غلق الطريق تنقّل والي باجة نصر التميمي على عين المكان ودخل في حوار مباشر مع الفلاحين الذين هدد بعضهم بجمع صابة الحبوب وعدم تسليمها إلى مراكز التجميع ما لم تتم الإستجابة إلى مطالبهم ومشاغلهم ثم قدم الوالي بعد ذلك عديد الإجابات مشيرا إلى أنه سبق له أن أعلن عن إستجابة وزارة الفلاحة إلى طلب مراجعة سلم تعيير الحبوب مؤكدا أن الملف تحت الدراسة وسيتم حسمه قبل إنطلاق موسم الحصاد أما في ما يتعلّق بالترفيع في أسعار القمح فقد أكد الوالي أن الوزارة قررت تكليف مكتب دراسات للغرض سيعتمد أسس علمية وتقنية لحسم الموضوع بعيدا عن أي قرار عشوائي قد لا يكون محل تجاوب أو إجماع من قبل الفلاحين أنفسهم...أما في ما يتعلق بأسعار الحليب فقد اكد والي باجة أنه إندهش لحجم الإنتاج من هذه المادة بالجهة مستغربا عدم وجود مصنع للحليب والياغورت بولاية باجة مشيرا إلى أن هناك سعي لإعادة تشغيل المصنع المغلق المتواجد بجهة سيدي السهيلي أو بعث مصنع جديد بعد أن عبر أحد المستثمرين عن رغبته في إنشاء مصنع للحليب بالجهة...حوار الوالي مع المحتجين أفضى في النهاية إلى رفع الإعتصام وفتح الطريق بسحب الجرارات... الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري يوّضح... إتصل بنا الكاتب العام للإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة شكري الرزقي قصد توضيح موقف المنظمة الفلاحية من تحرك الفلاحين صباح الإثنين في باجة مشيرا إلى أن الإتحاد بقدر تبنيه وإيمانه بشرعية مطالب الفلاحين وهو الذي سبق له أن ناضل من أجلها بشتى الطرق فإنه يختلف في طريقة التعاطي مع الملف ويرفض اللجوء إلى غلق الطرقات وتعطيل مصالح المواطن والتأثير على سير الحياة العملية والإقتصادية بالجهة في هذا الظرف الذي تحتاج البلاد إلى مواصلة الحوار والتشاور بعيدا عن الفوضى وسياسة لي الذراع...كما أشار السيد شكري الرزقي إلى أن بعض القنوات التلفزية التي واكبت إحتجاجات الفلاحين إنما أرادت الركوب على الحدث وتغذية الأجواء المتشنجة وهي التي لم تواكب تحركا منظما أطره الإتحاد بتاريخ 28 أفريل 2012 بعد أن تم توجيه الدعوة لكافة وسائل الإعلام