عاد إلى تونس يوم الأحد الماضي محمد المديوني مدير أيام قرطاج السينمائية، ونحن نأمل أن يكون قد تمكن في الأيام المعدودات التي حضرها في مهرجان «كان» من أن يشاهد نصيبا من الأفلام الجديدة ويجري الاتصالات الضرورية لتأثيث أيام قرطاج السينمائية في دورتها القادمة (أكتوبر 2012). كما عادت إلى أرض الوطن منيرة بن حليمة كاهية مدير إدارة السينما ليتسلم منها المشعل السيد فتحي الخراط مدير عام الفنون المرئية والركحية وهي فرصة ليسهر بنفسه على تطبيق الوصفة التي تضمنها بيان وزارة الثقافة لضمان مشاركة متميزة لتونس في القرية الدولية وخاصة بإشراف الوزارة على تسيير الجناح والقطع مع المظاهر السلبية التي سجلت في الدورات السابقة. والمقصود هو عدم تقديم المشروبات الكحولية إلى زوار الجناح وهي نقطة نشهد- والشهادة من الدين- على نجاح وزارة الثقافة التام في إنجازها - ونتمنى أن لا تكون اليتيمة - وضمان تمثيل واسع للمهنيين (إلى حد الآن لم نر سينمائيا واحدا عدى أعضاء الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام أما البقية فأتوا بإمكانياتهم الخاصة، من ذلك عرض فيلم «حكايات تونسية» لندى حفيظ المازني في سوق الفيلم يوم الإثنين ، فقد تحمل المنتج سليم حفيظ كامل نفقات كراء القاعة 1100 أورو وتنقل أربعة ممثلين من أبطال الفيلم من تونس إلى «كان» وإقامتهم) والنقطة الأخيرة في برنامج الوزارة الثوري هي ضمان تغطية إعلامية وطنية ودولية للحضور التونسي، و ها نحن ساعون بما تيسر لنا لتسليط الضوء على المشاركة التونسية وربما ساعدنا الوزارة دون قصد منا في تحقيق أهدافها ورفع التحديات وما أكثرها في هذه المشاركة. أما التغطية الدولية فنأمل صادقين أن تهتدي وسائل الإعلام الدولية إلى الجناح التونسي في القرية الدولية للمهرجان لأن التعريف ببلادنا نختلف حوله ولا نختلف عليه. ونأمل أن تبادر وزارة الثقافة بالإعداد للمشاركة التونسية في الدورة القادمة لمهرجان «كان» وغيره من المنابر السينمائية العالمية بفتح موقعها على شبكة الأنترنت المغلق منذ عهد ما قبل الثورة، وإطلاق بوابة الثقافة التونسية التي صرفت عليها أموال طائلة دون أن ترى النور وبأن تعد «كاتالوغات» للسينما التونسية شريطة أن لا تستهل بصورة القائد الملهم كما حدث في دليل سنة 2010 وبإعداد مطويات وملصقات لمواقع التصوير والخدمات السينمائية والتسهيلات المتاحة للمنتجين الأجانب وأن تبادر بحجز فضاءات إشهارية في سوق الفيلم الذي تغيب تونس عنه هذه السنة (نتحدث عن ملصقة على أحد جدران السوق لا عن جناح كما يفعل أشقاؤنا المصريون). ولا نغرق في التفاؤل إن دعونا الوزارة إلى التفكير في حجز مساحات إشهارية في المجلات السينمائية اليومية التي تصدر خلال المهرجان وهذه أيضا تغيب عنها تونس هذا العام، ومهما يكن من أمر فقد جاء السيد الوزير إلى «كان» ولعل في زيارته الكريمة ما يعوض أي حملة دعائية للسينما التونسية. من مبعوثنا الخاص إلى مهرجان «كان» - شادي الورداني