قالت صحيفة «الخبر» الجزائرية إن المحلل السياسي والاعلامي التونسي ناجي البغوري أفاد في اتصال هاتفي لها به ان تونس تعيش على وقع تصعيد خطير بين السلفيين وبقية المجتمع التونسي معتبرا أن «التيارات السلفية لا يمكنها إلا أن تمارس العنف لأنها لا تؤمن بالانتخابات ولا بالتداول السلمي على السلطة وتريد فرض الأمر الواقع على المجتمع التونسي". واتهم نجيب البغوري في حديثه ل «الخبر» الحكومة التي تقودها حركة «النهضة» بالتساهل مع السلفيين ازاء التجاوزات التي يرتكبونها والتصعيد الخطير الذي يمارسونه على الأمن العام في تونس، مشيرا الى ما حدث في سيدي بوزيد من عنف وعمليات اغلاق وحرق للحانات التي هي في النهاية ممتلكات خاصة بالقوة دون قانون أو أمر يوجب غلق هذه المحلات. وشدد المحلل التونسي طبقا لما أوردته الصحيفة على أن الخطر السلفي بدأ يهدد مباشرة أمن التونسي وحياته وممتلكاته خاصة بعد الاستقطاب الكبير للسلفية الجهادية لعدد كبير من الشباب التونسي وشحن أفكارهم بايديولوجيات جهادية ودينية لتغذية التطرف الديني لديهم. وشدد ناجي البغوري على أن الحكومة متراخية في البت في هذا الملف ولم تتعامل بحزم مع الخطر السلفي بل سكتت في غالب الأحيان عن انتهاكات السلفيين وقدمت أحيانا تبريرات للمدّ السلفي بل اعطتهم شرعية التواجد بالتصريح لهم باقامة حزب سياسي وترخيصا للنشاط. وبرر ناجي البغوري هذا التساهل من قبل «النهضة» بالرغبة في الاستفادة من الاحتياطي الانتخابي للسلفيين في الانتخابات القادمة سيما ان عددهم في تزايد كبير وقد يضمنون أصواتا كثيرة عند التصويت في الانتخابات القادمة لفائدة «النهضة» مشيرا الى تحالف «النهضة» مع التيار السلفي الجهادي ومحاولة إدماج السلفيين في اللعبة السياسية في تونس ملاحظا أنهم ربما يتحكمون مستقبلا في أطراف اللعبة ويفرضون شريعتهم وقوانينهم بالقوة والعنف وهو ما يشكل أحد أهم الأخطار المحدقة بالانتقال الديمقراطي واستحقاقات الثورة التونسية وخاصة بأمن المجتمع التونسي. وأكد البغوري طبقا لما أوردته «الخبر» أن السلفيين مدعوون الى الالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية وعدم فرض منطقهم بالقوة حتى لا يرموا بتونس الى أحضان المجهول سيما أن البلاد تعرف عدم استقرار وانفلات بين الحين والآخر وتطاحن فكري وايديولوجي اضافة الى ركود اقتصادي وعدم أمن على الحدود الليبية وكل هذا قد يؤدي الى عواقب لا تحمد عقباها.