طوت بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم الجولة السادسة إيابا، جولة شهدت تجرّع صاحب الصدارة الترجي التونسي لهزيمته الثانية هذا الموسم ضدّ النادي الصفاقسي، في المقابل فإن أبرز مستفيد في أعقاب هذه الجولة على مستوى أعلى الترتيب يبقى «قرش الشمال» الذي قلّص الفارق بينه وبين الترجي إلى أربع نقاط في انتظار المواجهة التي ستجمعها نهاية هذا الأسبوع. أما في أسفل الترتيب فإن الصراع من أجل تفادي النزول بقي على أشده في ظلّ بقاء دار لقمان على حالها. يحضر معنا كالعادة المحلل الفني «سمير الجويلي» فكان لنا معه التحقيق التالي: النادي الصفاقسي /الترجي التونسي (2-1) : عزيمة فريق الجنوب أطاحت بالفريق العاصمي «عزيمة لقاءات هذه الجولة حسمها النادي الصفاقسي بفضل حسن انتشاره على أرضية الميدان وفوز لاعبيه بجميع الثنائيات هجوميا ودفاعيا بالإضافة إلى فوزه بكل الكرات الثانية بفضل العزيمة الفولاذية التي ظهر بها شبان الفريق الذين قدموا الإضافة المطلوبة منهم، عموما انتصار مستحق لأبناء المدرب «نبيل الكوكي» في المقابل نقطة استفهام كبيرة حول المردود المهزوز لدفاع الترجي الذي عجز عن تحقيق الانتصار في آخر 3 مباريات قبل أن ينقاد إلى هزيمة مستحقة، مشكل بان بالكاشف في شيخ الأندية التونسية هو غياب الانسجام بين خطي الوسط والدفاع وحتى الزج ب «خالد القربي» في هذه المباراة لم يكن له ما يبرره لفقدان هذا الأخير لنسق المباريات رغم أنه لا أحد يشك في قدرات لاعب الترجي. النادي البنزرتي/أمل حمام سوسة (1-2) :إصرار حمام سوسة قوبل بعزيمة فولاذية من "قرش الشمال " الأمل تحوّل إلى بنزرت من أجل اقتطاع نقطة على الأقل وكان قريبا من نيل مراده خاصة في الشوط الثاني حيث مارس الضغط العالي وأغلق المنافذ أمام المهارات الفردية للنادي البنزرتي، هذا الأخير عرف كيف يجاري نسق حمام سوسة واستغل مخالفة حوّلها بنجاح نور حضرية إلى هدف الانتصار هدف غال قلّص الفارق به بينه وبين الترجي إلى أربع نقاط فقط وملحوظة جدّ إيجابية في بنزرتي الكنزاري هي التناغم والانسجام بين جميع خطوطه الثلاثة والتدرج السلس بالكرة من مناطقه الخلفية وصولا إلى مناطق الخصم. بالنسبة للأمل مباراة ممتازة وهذه الهزيمة لا تنقص من الفريق شيئا وعلى «حمام سوسة» التطلع إلى تحقيق نتائج إيجابية خاصة ضدّ منافسيه المباشرين على تفادي النزول. مستقبل المرسى /الملعب التونسي (0-0): مباراة الحذر المفرط كلا الفريقين بالغا في لعب الدفاع المفرط وعدم تهديد مرمى المنافس وكأنهما سعيا إلى التعادل على كل المبادرات الهجومية كانت منعدمة خاصة من جانب المستقبل الذي بدا على لاعبيه الإرهاق والتعب بسبب النسق الماراطوني للمباريات، نقطة أرضت الجميع وخاصة الملعب التونسي لإعادة الأجواء المنعشة داخل أسوار الفريق. النادي الإفريقي/مستقبل قابس (0-0): نقطة ثمينة لمستقبل قابس مشكل النادي الإفريقي أن مدربه مازال لم يجد التشكيلة المثالية والانسجام والتكامل مازال بعيدا عن لاعبيه، في المقابل مستقبل قابس عاد بنقطة إيجابية وثمينة بسبب التكتل الدفاعي وغلق المنافذ خاصة أمام لاعبي الأروقة. بني خلاد/شبيبة القيروان (1-1) :نقطة تؤكد المردود المتميز لعاصمة الأغالبة النجم الخلادي عاد من بعيد وجنى نقطة ثمينة وأعتقد أنه راض تمام الرضا على اقتسام نقاط المباراة، الشبيبة أيضا بهذه النقطة أكدت المردود المتميز الذي تقدمه في آخر الجولات بفضل «ثورة الشبان» التي أحدثها «مراد العقبي». الأولمبي الباجي/الاتحاد المنستيري (0-0) :نقطة ليست في مصلحة أي فريق الاتحاد دخل المباراة من أجل تأكيد صحوة الجولات الفارطة وكان قادرا على مباغتة الأولمبي الباجي في عقر داره بفضل التكتل الدفاعي الممتاز في مناطقه الخلفية مع الاعتماد على الهجومات المعاكسة، الأولمبي الباجي حاول من جهته إلا أنه افتقد إلى النجاعة الهجومية ويبقى المهم لديه أنه لم ينهزم على أرضية ميدانه وشخصيا النقطة لا أرى فيها فائدة تذكر لأي جمعية فالاتحاد مازال معنيّا بالمنافسة على تفادي النزول وهو نفس مصير الأولمبي الباجي. النجم الساحلي/ترجي جرجيس (1-2): انتصار تنفس الصعداء للنجم النجم كان أمام حتميّة الانتصار ووضع حدّ لسلسلة نتائجه السلبية وحملة التشكيك التي تعرّض لها في الجولات الفارطة وكان له ما يريد رغم الأداء الممتاز للاعبي ترجي جرجيس الذين أحكموا التمركز والتغطية على لاعبي الأروقة في صفوف النجم وساعدهم في ذلك النسق البطيء في الانتقال بالكرة من الحالة الدفاعية إلى الهجومية مما مكّنهم من العودة إلى مناطقهم بسرعة وإحباط كل المحاولات الهجومية وتحويلها إلى هجمات مرتدّة. المشكل الأساسي للنجم هو العقم الهجومي الذي يعاني منه فريق جوهرة الساحل والدليل أنه غيّر خطة «شمس الدين الذوادي» من مدافع إلى مهاجم وقدّم الإضافة المرجوة منه والدليل أنه ساهم في تحقيق الانتصار لفريقه، والنجم مطالب اليوم أكثر من أيّ وقت مضى بضخّ دماء جديدة في الفريق وتدعيمه بعناصر جديدة خاصة على مستوى الهجوم هذا دون أن ننسى أن ترجي الجنوب قدّم مباراة في المستوى وبعض الجزئيات البسيطة حكمت عليه بالهزيمة. قوافل قفصة/حمام الأنف (0-1) :الإفراط في التراجع إلى الوراء جنى على " الهمهاما" مباراة قوية من الجانبين، كل فريق رغب في العودة بنتيجة المباراة لكن إصرار الفريق المحلي كان وراء خطف هدف المباراة الوحيد بسبب التراجع المفرط للاعبي حمام الأنف إلى مناطقهم الخلفية مما أجبرهم على القيام بهفوات كلفتهم غاليا قبول هدف. انتصار القوافل يبقى مهمّا وغاليا وانعكاساته ستكون إيجابية على الإطار الفني واللاعبين على حدّ السواء.وتبقى النقطة السوداء في المباراة هي أحداث العنف والشغب التي عقبت نهاية اللقاء ووجب وضع حدّ لمثل هذه التصرفات وإلا فإن نهاية البطولة ستكون كارثية.