تبقى الشبيبة القيروانية مدرسة إنتاجية رياضية في تونس على مر التاريخ منذ انبعاثها سنة 1942, كما تبقى ذلك الفريق الذي طبع مسيرته الرياضية بعلامة مميزة في الإنتاج المحلي وتفريخ المواهب التي طبقت شهرتها كافة البطولات العالمية في كرة القدم على وجه الخصوص. الشبيبة أعطت المثل سابقا في كيفية التعويل بدرجة أولى على أبنائها حتى أصبحت مثالا في عدم الزج بنفسها في ما يسمى بالانتدابات الخارجية, لكن تغيرت المفاهيم الرياضية في ما بعد واضطر النادي للدخول في متاهات « الاحتراف». وكم من لاعب دخل وخرج ولم يقدم الإضافة على حساب ابن الفريق, ومع ذلك مازالت الساحة الرياضية في تونس إلى حد الآن تحفظ أسماء لامعة على مر الأجيال نهلت من أقدامهم الملاعب في تونس, لأن أبطال تونس لسنة 1977 مازال الأحباء على وجه الخصوص يحفظونهم ويتذكرون إبداعاتهم وصولاتهم وجولاتهم على غرار خميس العبيدي وخميس الطرابلسي والمنصف وادة وفتحي الريماني والقضامي والعروسي والمكني والشامخي والشهايبي وغيرهم مرورا بجيل ذهبي آخر مثل مراد العقبي وجمال طياش وحمادي الشريطي ومحمد خليل وحافظ الهواربي ونور الدين النابلي والحبيب بن رمضان وعبدالعزيز بن خذر ومحمد الهادي القمري وبرقووالشقيقين سمير ورشاد شريط ونجيب خواجة ومحمد الدندان وزهور وغيرهم وصولا إلى جيل ماهر وعماد الدندان والأخوين عبودة وعادل السعيدي والمقدولي وبالأبيض والكنايسي والظاهري وكمال الصالحي والقائمة طويلة في هذا الإطار. طيور أبدعت محليا ودوليا: كل الجماهير الرياضية في تونس لا يمكن أن تنسى إبداعات المواهب التي أنتجتها الشبيبة وفرطت فيها في السنوات الأخيرة إلى فرق تونسية مختلفة ومنها إلى أوروبية تحت غطاء الاحتراف مثل خالد بدرة وأمين الشرميطي والحارس حمدي الكسراوي إلى جانب لطفي السلامي وعامر دربال ولسعد الورتاني ولطفي رفراف وحلمي حمام ومحمد علي اليعقوبي والقائمة طويلة في انتظار ما هو قادم, على اعتبار وأن هناك لاعبين مطلوبين مثلما جرت به العادة. الطيور المهاجرة للخليج للتدريب: لن تقتصر إبداعات الشبيبة فوق الميدان من خلال اللاعبين فقط بل أصبح النجاح حليف أبنائها الذين أصبحوا مؤطرين ومربين وتحولوا إلى السوق الخليجية كمدربين وهنا نذكر محمد السعيدي الذي أبدع في نحت مسيرة جميلة في فريق النادي الوطني بتابوك السعودي بعد أن خرج المدرب الأول عبدالرزاق الشابي وتمكن من تكوين مجموعة جديدة وشابة فاقت كل توقعات المسؤولين الذين انبهروا بكفاءته وعمله وضربوا معه عقدا جديدا للموسم الرياضي القادم. أما الحبيب بن رمضان فهويشرف على تدريب نادي الصقور في الدرجة الأولى السعودية وهو الذي تسلمه مع بداية مرحلة الإياب بست نقاط وحقق انتصارات هامة مع الفرق في المراتب الأولى ( نادي الطائي ) إلى أن جمع 25 نقطة لم تشفع له النزول إلى الدرجة الثانية وقد اتفق مع المسؤولين على إعادة التجربة ومواصلة الرحلة صحبة مساعده ( ابن الشبيبة ) فراس الجباس. جمال طياش من جهته انقض عليه مسؤولو المنتخب الوطني السعودي ليصبح مدربا لحراس المرمى للاعبين تحت اقل من 22 سنة والتجربة مازالت متواصلة. في المقابل نجيب خواجة لم يكتب له الحظ للصعود بفريقه نادي الروضة بما انه نجح في المشاركة في دورة الصعود. أما حافظ الهواربي فهو يعمل كمساعد لعمار السويح في فريق الرائد السعودي في الدوري الممتاز الذي حقق البقاء. مدرب الحراس عبدالعزيز بن خذر يشرف هو الآخر على تدريب حراس فريق آمال الرائد السعودي ومعه المعد البدني (ابن الشبيبة أيضا ) فتحي الوهايبي. نورالدين بالأبيض بدوره يشرف على تدريب شباب نادي العدالة الذي ينتمي إلى الدرجة الثانية في الدوري السعودى ولئن نجح معه في الوصول إلى دورة الصعود فانه لم يتمكن في آخر اللحظات من تحقيق ذلك. أما مدرب الحراس محمد المناعي فهو يعمل ضمن الطاقم الفني لنادي التعاون السعودي في الدوري الممتاز بينما ابن القيروان الآخر يوسف المناعي عمل كمساعد للمدرب التشيكي « ايفان هاسك» على رأس نادي الهلال في الممتاز مباشرة بعد خروجه من النادي الإفريقي. دون أن ننسى الحديث عن نورالدين النابلي الذي حقق نتائج محترمة في البطولة الليبية ثم مدرب الحراس وفيق ماجد والمعد البدني احمد العياشي في البطولة الخليجية. وللإمارات نصيب من طيور القيروان طير قيرواني آخر ( نورالدين العبيدي ) اختار اللعب بعيدا عن الميدان السعودي واستقر لعدة مواسم في البطولة الإماراتية وتحديدا مع النادي الأهلي هذا الفريق الكبير جدا إلى حين أصبحت العلاقة بينهما وطيدة جدا نظرا لتجانس الأفكار بين الطرفين وحقق مع النادي نتائج مشرفة جدا أثبتت انه قيمة فنية ومخزون علمي في هذه الرياضة لا جدال فيها وقد حان وقت المرور إلى أحد منتخباتنا الوطنية. والمدرب يوسف الزواوي يدرك جيدا معدن هذا الفني بما انه عمل معه في فريق الاهلي.