تجاوبا مع دعوة النقابة العامة للتعليم الأساسي، دخل امس مدرسو التعليم الأساسي بصفاقس في إضراب بيومين. اليوم الأول كان في مقرات العمل بالمدارس الابتدائية ليلتحقوا بعد ذلك بمقرات الاتحادات المحلية والجهوية للشغل. وفي هذا الإطار، انعقد صباح امس بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس اجتماع ضم عددا كبيرا من معلمي الجهة أشرف عليه محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وأعضاء النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بصفاقس يتقدمهم الكاتب العام رابح واردة. وتولى الكلمة نعمان المدلل عضو النقابة الجهوية والذي مثّل صفاقس في الهيئة الإدارية المنعقدة بتونس يوم الاثنين الماضي. وأشار المتحدث إلى أن المجتمعين حينها وبقدر تفهمهم لخصوصية المرحلة ودقة الوضع العام في البلاد، استهجنوا تعكر المناخ الاجتماعي والحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها بعض الأطراف ضد المعلمين لعل أقذر مظاهرها تجلّى في مقال صدر بجريدة الصريح بعنوان "لا تقم للمعلم ولا توفه التقديرا... كاد المعلم أن يكون دينارا". واعتذر المتدخل عما طرأ من تردد وإرباك للمعلمين حول تنفيذ الإضراب من عدمه محملا المسؤولية للوزارة التي أجلت التفاوض إلى آخر لحظة. وبالعودة إلى الهيئة الإدارية، فقد أشار المتحدث إلى أنها تأتي إثر جولة ماراطونية من المفاوضات تواصلت إلى حدود العاشرة من صباح يوم الاثنين وتوصّل فيها الطرفان إلى مشروع اتفاق حول جملة من مطالب القطاع، وهو ما جعل النية متجهة نحو إلغاء الإضراب ليفاجأ المجتمعون باتصال هاتفي أُعلن فيه إجماع مجلس الوزراء على عدم الالتزام بالترفيع في منحة العودة المدرسية ب90 د تصرف مرة واحدة في السنة انطلاقا من سنة 2013. وهو ما اعتبره النقابيون سابقة خطيرة لم تحدث حتى أيام الجمر، فلأول مرة تقدم الوزارة مقترحا لتتراجع عنه بعد سويعات قليلة. وتبعا لذلك، فقد تمسكت الهيئة الإدارية بالإضراب خاصة وأن المسألة أصبحت مسألة جدية وصدق في التفاوض وليس مجرد مطالب. ومن ناحيته، نفى رابح واردة الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي بصفاقس أي صبغة سياسية للإضراب مؤكدا أن الاتحاد بشكل عام وقطاع التعليم الأساسي بشكل خاص عريق ومتماسك ومستقل عن التجاذبات السياسية، مهنئا المعلمين بنجاح إضرابهم وبفشل المحاولات اليائسة بشق وحدة القطاع وبث البلبلة في صفوف المعلمين الذي نفى عنهم ما يروجه البعض من انتهازية ولا مسؤولية مذكرا بأن هذه المطالب كان سيُضرب القطاع من أجلها يوم 26 جانفي 2011 إلا أن قيام الثورة وحرص المعلمين على مصلحة البلاد عموما ومصلحة التلاميذ خاصة جعلهم يؤجلونها إلى وقت يُجمع المعلمون أنه قد حان. أما في ما يتعلق بتعطيل سير الدروس وأثر ذلك على التلاميذ، فقد قلل المتدخل من أهمية ذلك، خاصة وأن هذه الفترة هي فترة مراجعة وإعداد للامتحانات مؤكدا حرص المعلمين على السير العادي للامتحانات وعلى إنجاج السنة الدراسية مثلما أنجحوها في السنة الماضية أيام كان الجميع متخوفا من سنة بيضاء. وفي ختام مداخلته، وجه الدعوة إلى مدرسي التعليم الأساسي بصفاقس من أجل تنفيذ وقفة احتجاجية غدا أمام مقر المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس والتي تتزامن مع وقفات مماثلة أمام وزارة التربية والمندوبيات الجهوية بمختلف أنحاء الجمهورية