بعد سلسلة من اللقاءات التي جمعت ممثلين عن اعوان التراتيب و عددا من الوزراء لتفعيل قانون إدماجهم صلب قوات الأمن الداخلي والشرطة راى البعض ان هذه الاجتماعات الماراطونية وصلت الى طريق مسدود و سادت اجواء من الاحتقان في صفوف العاملين بالقطاع وهو ما دفعهم الى تنظيم وقفة احتجاجية اليوم أمام مقر قصر الحكومة بالقصبة صحبة عدد من أعضاء نقابة قوات الأمن الداخلي للفت نظر رئيس الحكومة " حمادي الجبالي " الذي طمأن المحتجين و تعهد بتفعيل القرار في غضون 15 يوما بعد ان استقبل عدد منهم في مكتبه . و اكد السيد " ابراهيم الرطيبي " ملحق تفقد تراتيب بسوسة و كاتب عام مساعد نقابة التراتيب بالولاية المذكورة المنظوية تحت النقابة الوطنية لقوات الامن الداخلي , ان قرار الموافقة على إدماجهم صلب قوات الأمن الداخلي قد تمت بعد ان قبل السيد " محمد عبو " الوزير المكلف بالإصلاح الإداري احداث جهاز جديد مسلح يحمل اسم " الشرطة البلدية , بالإضافة الى عدم اعتراض السيد " علي العريض " وزير الداخلية على المشروع باعتبار ان المطلب مستوفى الشروط و كذلك حضي المشروع بالموافقة من طرف المحكمة الادارية و وزارة المالية و حددت الرواتب و الاجور . مراوغة الحكومة مقصودة ووسط استياء كبير اوضح الحاضرون ان الامر بات مفضوحا بعد ان لمسوا مراوغة و مماطلة مقصودة من طرف الحكومة و اضافوا ان مشروع الامر الحالي يخدم المواطن بالدرجة الاولى و تمكن عون التراتيب من ممارسة مهامه بكل اريحية , و اشار البعض الآخر إلى ان انتشار البناء الفوضي ما كان ليوجد لولا تراخي الحكومة في تمكينهم من لوازم العمل . و ابرز الاعوان ان القانون الاساسي الحالي يخول لهم المعاينة و رفع المخالفات و يمنع الحجز او التدخل للتنفيذ و هو ما يعد تجاوزا لحدود السلطة مؤكدين في الوقت الذي تطالبهم فيه بالتدخل و الحجز و رفع السيارات ... "زيتون" ينزل الى المحتجين بعد تتالي الهتافات التي أطلقها أعوان التراتيب و عدد من أعضاء نقابات قوات الأمن الداخلي التي وصلت صداها إلى مسامع السيد لطفي زيتون مستشار رئيس الحكومة لينزل بعد ذلك و يجتمع بالمحتجين أمام قصر الحكومة بالقصبة , و أصغى زيتون إلى الحاضرين الذين ابلغوه امتعاضهم الشديد على ما أسموه سياسة المماطلة التي تتبعها السلط المعنية و أصروا على ضرورة تحقيق مطلبهم الأساسي المتمثل في إدماجهم الفوري ضمن سلك قوات الأمن الداخلي و هتفوا : " الإدماج يا وزير الإدماج يا وزير " و في نفس الإطار استنكر بعض المحتجين قدوم لطفي زيتون إليهم و نددوا بتغيب السيد "حمادي الجبالي" رئيس الحكومة . زيتون يرفض التصوير و اشترط لطفي زيتون خلال حواره مع المحتجين عدم استعمال آلات التصوير التلفزية , و قاطع الحوار مرات متتالية بعد إصرار بعض الصحفيين على نقل اللقاء الذي جمعه بأعوان التراتيب و عدد من الأمنيين الذين تساءلوا عن سبب مقاطعة زيتون للإعلاميين . زيتون يهدد باستدعاء الأنصار هدد لطفي زيتون الرابضون أمام مقر قصر الحكومة باستدعاد أنصار حركة النهضة و الحكومة لطردهم , وهو تهديد عقبته موجة من الغضب و الاستياء في صفوف المحتجين الذين جلسوا القرفصاء و رددوا " الإدماج أو الموت " مشيرين إلى أنهم لن يبرحوا المكان حتى تتحقق مطالبهم التي قالوا أنها ليست مادية و لا تعجيزية و هي منطقية و لا تتطلب كل هذه المماطلة . "مفماش توا " و اعلم زيتون المحتجون ان مطالبهم لا يمكن ان تتحقق في الوقت الحاضر و طالبهم بالتريث و الصبر مضيفا ان الدولة تمر بمرحلة انتقالية و لا تتحمل الكم الهائل من المطالب الموضوعة في رفوف مكاتب الحكومة قائلا : "مفماش توا " و علل ذلك بان جميع الإدارات وقع تجديد هياكلها , و خاطبهم مازحا : " كم عدد المحتجين " فاخبروه أنهم حوالي 350 شخصا , فابتسم و قال :" يمكننا طردكم إذا " . زيتون يغادر غاضبا بعد ان تعالت أصوات المحتجين تحول الحوار مع مستشار رئيس الحكومة إلى غوغاء فطلب منهم تفويض شخص يتحدث باسمهم فكان له ذلك , و انطلق المفوض في سرد مشاكل و مطالب المحتجين و استعان في كلامه بالإشارات وهي حركات أثارت اشمئزاز زيتون و ثارت ثائرته و قال : " إن تهديداتكم هذه لن تخيفنا " و أضاف ان السيد حمادي الجبالي لم يركع أيام الجمر و لم يمضي على أي وثيقة رغم التهديدات و الضغوط التي تعرض لها , ثم غادر المكان غاضبا .