انتظمت صباح امس بمقر وزارة حقوق الانسان بالعاصمة الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة 23 للمؤتمر القومي العربي وسط تباين واضح في المواقف إزاء تطورات «الربيع العربي» حيث ستتواصل أعمال هذه الدورة الجديدة على مدى ثلاثة أيام بمدينة الحمامات وتشارك فيها أكثر من 200 شخصية سياسية وثقافية ونقابية واجتماعية من 19 دولة عربية، من مصر والأردن والبحرين والجزائر والسعودية والسودان والعراق والإمارات واليمن وقطر والكويت والمغرب وسورية وفلسطين ولبنان وليبيا وموريتانيا وعُمان وتونس بالإضافة إلى مهاجرين عرب. وكان من بين الحاضرين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عدة وزراء في الحكومة الحالية وبعض نواب المجلس الوطني التأسيسي على غرار لطفي زيتون ووزير حقوق الانسان سمير ديلو... كما تشارك في هذا المؤتمر أحزاب تونسية ذات توجهات قومية عربية على غرار «حزب الثقافة والعمل» و«حزب الجبهة الشعبية التقدمية» و«حركة النضال الوطني» وحركة «النهضة» بالإضافة الى بعض الشخصيات الثقافية والسياسية والنقابية. وقد عبر السيد عبد القادر غوقة الامين العام الحالي للمؤتمر عن عميق اعتزازه بتنظيم هذه الدورة بتونس التي احتضنت المؤتمر التأسيسي له سنة 1990 ولكونها البلد الذي انطلقت منه الشرارة الاولى للثورات العربية. كما أكد الامين العام ان العمل القومي لا يختلف مع الاسلام مشيرا إلى ان راشد الغنوشي كان من بين الاعضاء الذين صوّتوا على تأسيس هذا المؤتمر مؤكدا ان حضوره الافتتاح خير دليل على عدم وجود صراعات بين التيارين. وأفاد السيد أحمد الكحلاوي (تونس) عضو الامانة العامة للمؤتمر القومي أن المشاركين في هذه الدورة الجديدة سيبحثون عدة قضايا منها، سبل استنهاض التيار القومي العربي، وتطورات المشروع النهضوي العربي خلال عام، حيث يتم التوقف على عناصره وهي الوحدة العربية والديمقراطية والاستقلال الوطني والقومي والتنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية والتجدد الحضاري. كما قال إنه سيتم خلال هذه الدورة مناقشة أوضاع المؤتمر القومي العربي التنظيمية والمالية بما فيها انتخاب أمين عام جديد للمؤتمر والأمانة العامة بعد انتهاء مدة ولاية الأمين العام الحالي. رفض وجود «الغنوشي» واحتج العديد من المشاركين على حضور زعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشي في هذا المؤتمر حتى ان البعض انسحب عندما بدأ الغنوشي في إلقاء كلمته بتعلة ان حركة «النهضة» ليست حركة قومية أصيلة بل هي حركة وضعت يديها في أيدي النظام الايراني وامريكا وقطر ورفع المحتجون عدة شعارات تطالب بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وقطع التعامل مع الانظمة المستعمرة، كما قوطعت كلمة الغنوشي في عديد المرات.ومن بين الشعارات المرفوعة: «لا امريكا لا قطر شعب تونس شعب حر... الشعب يريد تحرير فلسطين..هزوا ايديكم على سوريا». ومن جانبه اكد الغنوشي في مستهل كلمته ان الاحتجاجات من قبل الشبان هي تعبير عمّا يخالج نفوس الشعب التونسي وتطلعاته لحل عاجل للقضية الفلسطينية مطالبا بعدم المزايدة على فلسطين وأن تحريرها ليس محل خلاف بين اليمين واليسار قبل ان يؤكد ان تونس هي ارض العروبة والإسلام وثورتها قامت على هذا الأساس نافيا وجود تصادم بين العروبة والإسلام او القوميين والاسلامين.وأضاف الغنوشي ان المؤتمر عزز الشخصية العربية لتونس التي اعتبرها تمر بمرحلة انتقال نحو الديمقراطية والبناء الحضاري وانها مواصلة في عروبتها وإسلامها.وختم الغنوشي كلمته بالتشديد على انه رغم تقسيم الامة العربية الى 22 دولة فهي تحس وتشعر بنفس الاحساس. الغنوشي يعقّب وفي تصريح ل«التونسية» حول الشعارات التي رفعها عدد من المحتجين داخل القاعة الرافضة لحضوره قال الغنوشي: «أما كوني عضوا أم لا فاسألوا قيادة المؤتمر..اسألوها هل دفع لكم الشيخ راشد الغنوشي رشوة للحضور وهل هي أول مرة يتابع فيها اشغال المؤتمر... هم يحكمون بالجهل وليس بالعلم، فأنا عضو في المؤتمر منذ سنة 1990. أنا هنا بصفتي عضوا في المؤتمر وأواكب فعالياته منذ تأسيسه.. أنا هنا بصفتي الشخصية وليست بصفتي الرسمية، فقيادة المؤتمر ترفض حضور الشخصيات الرسمية وذلك حتى لا يكون مذيلا لأية حكومة وبعض الوزراء الذين واكبوا الجلسة الافتتاحية لم يلقوا كلمات بل كانوا مجرد حاضرين لا غير». وفي سؤال ل«التونسية» عن الدعوات المطالبة بتوحيد التيارين القومي والإسلامي أجابنا: «نحن نجري حوارا بيننا وبين مجموعات قومية مثل حزب الشعب الناصري وأنا اعتبر أن تونس متخلفة في هذا المجال بالقياس الى بلدان أخرى مثل الأردن حيث العلاقات هناك متطورة بين التيارين، ونأمل ان يحصل ذلك في تونس أيضا». هذا وقد تخللت مداخلات الحاضرين مقطوعات موسيقية عربية تتغنى بفلسطين وبالقومية العربية.