قالت صحيفة السفير اللبنانية نقلا عن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي اثناء حوار له على هامش مشاركته في "مؤتمر الثورات والانتقال إلى الديمقراطية " الذي ينظمه مركز دراسات الوحدة العربية والمعهد السويدي في الإسكندرية في مدينة الحمامات "إن بعض الأحزاب القومية ترفض الإسلام جزءاً من الهوية العربية، وهذا شكل صدمة لنا فيما يقبله مفكرون مسيحيون". وقد أثار هذا التصريح عدة ردود أفعال لدى عدد من الأحزاب القومية الناشطة في الساحة السياسية التونسية حيث اعتبر ممثل حركة الشعب المؤتمر التأسيسي الموحد للتيار القومي التقدمي خالد الكريشي هذا التصريح سياسيا اكثر منه فكريا وقال في هذا الاطار " نعتبر انفسنا من بين الأحزاب التي لا يمثل لها الاسلام أي مشكل سواء في العقيدة أو المنهج الفكري وفي مرجعيتنا لا نقبل بالعلمانية واللائكية وحتى فكرة الدولة الاسلامية التي نعتبرها غريبة عن الاسلام".
حملة انتخابية مبكرة
ودعا الكريشي الشيخ راشد الى " مراجعة الموقف الناصري الثابت من الاسلام أو أن يعود إلى كتاب العروبة والاسلام للدكتور عصمت سيف الدولة والذي قام الغنوشي بالرد عليه في سنة 1996 ودعا انصاره من النهضة إلى اعتماد الافكار الواردة فيه هذا بالإضافة إلى دستور ناصر 1956 والذي نص صراحة على اعتماد التشريع الاسلامي كمصدر من مصادر القانون المصري". وفي قراءة سياسية لفحوى الخبر اعتبر الكريشي " أن هذا الموقف يندرج في اطار الحملة الانتخابية المبكرة التي باتت تخضع لمنطق الاستقطاب الثنائي المفتعل بين اللائكية والدولة الاسلامية من خلال افتعال معارك ايديولوجية وهمية لان هوية الشعب التونسي امر محسوم فيها ولا تقبل المزايدة ".
هجمة شرسة
واضاف المتحدث "ان صح هذا التصريح فان اتهام الحركة القومية بمعاداتها للاسلام يشكل عودة الشيخ راشد للمربع الاول للحركة الاخوانية التي تكفر الجميع وتحتكر الاسلام وقد كان عليه تسمية الأحزاب المقصودة سيما وان الحركة القومية سواء كانت في تونس أو خارجها تعيش هجمة شرسة غير مسبوقة".
أصل الفكرة
ومن جهته اعتبر الامين العام لحركة الشعب الوحدوية التقدمية زهير المغزاوي " أن الفكر القومي اول من اصل مفهوم فكرة العروبة والاسلام في الفكر القومي التقدمي بالإضافة إلى إيماننا الحاصل أن مفهوم الامة لن يكتمل الا بالإسلام وبالتالي فانه لا لبس لدى القوميين في علاقة العروبة بالإسلام". وأضاف المغزاوي ان صح هذا التصريح فإننا نعتبره تصريحا خطيرا يتناقض وكتابات وتصريحات سابقة للغنوشي حول علاقة القوميين بالاسلام بالإضافة إلى أنها تصريحات تظهر بان الحركة وحدها المدافع عن الإسلام الذي يبقى خارج دائرة المزايدة السياسية من أي طرف".
عود على بدء
وقال المغزاوي أن هذا التصريح هو بمثابة عودة الشيخ الغنوشي إلى اصوله الاخوانية التي حاولت تنصيب نفسها الناطق الرسمي باسم الاسلام الذي هو دين كل التونسيين ودين الاغلبية الساحقة من ابناء الامة". وختم المتحدث بالقول " لا احد يزايد على القوميين في نضالهم ضد الاستبداد" مجددا موقف القوميين الذين اكدوا انهم يساندون الثورة السورية ضد الاستبداد وضد عسكرة الانتفاضة السورية والتدخل الاجنبي في سوريا".