منذ نحو خمسة أعوام تم اتخاذ قرار غلق واحد من أشهر المواقع الأثرية بجهة الهوارية من الوطن القبلي الذي يستقطب سنويا آلاف السياح من الداخل والخارج. يعود هذا الموقع الذي يحمل اسم المغاور الى الحقبة البونية إلى ما يزيد عن 3 آلاف عام وهو يحتوى على مكونات طبيعية تتمثل في سلسلة كهوف ومغاوريقدر عددها ب99 مغارة تمتد لمئات الأمتار على طول جزء من الشريط الساحلي للجهة. وقد تسبب قرار الغلق هذا في توقف شبه تام لجل الأنشطة السياحية في الجهة التي يتواجد بها أكثر من 25 معلم وموقع تاريخي وأثري غير مستغل إلى الآن. القرار جاء بدوافع حماية الزوار من الأخطار التي باتت تشكلها هذه الكهوف نتيجة التصدعات التي طالت هياكها المنتصبة في شكل أهرامات مما يجعلها آيلة للسقوط في أية لحظة، لذا كان لابد من اتخاذ مثل هذا الاجراء في انتظار القيام بالصيانة الكاملة لهذا الموقع بالاستعانة بخبراء دوليين في هذا المجال . رغم كل هذه المدة فإن أشغال الصيانة والترميم لم تنطلق بعد موقع يوفر موارد مالية هامة للدولة ويسهم في تقديم منتوج سياحي وينشط الجهة تجاريا. أما أسباب التأخير فقد تعود إلى حساسية الموقع ومكوناته التي ربما تتطلب امكانيات كبيرة على مستوى الإنجاز وهو العنصر الذي ظل مفقودا كل هذه المدة. لكنه تم منتصف الشهر المنقضي فتح هذا الموقع الأثري دون القيام بأية أشغال، وفي المقابل تم الترفيع في معلوم الزيارة من 3دنانير الى 5 دنانير وهو ما أثار حيرة واستغراب العديد من الزوار الذين وبمجرد دخولهم من الباب الرئيسي للموقع يصطدمون بحواجز تمنعهم من التجوال في عمق المغاور واكتشاف عظمتها وسحرها، وبالتالى فانهم يكتفون بالقاء نظرة عن بعد والتقاط بعض الصور ومن ثمة مغادرة المكان ليصبوا جام غضبهم على أعوان الاستقبال وهناك حتى من يطالب باسترجاع المعلوم الذي دفعه لانه لم يحصل على مبتغاه من الزيارة تلك . المشكل ان وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية وهي الجهة التي تتصرف في هذا المعلم المغلق – المفتوح تعلم أن المغاور غير مؤهلة لاستقطاب السياح وأنها مازالت تشكل الخطر ذاته على الزوار ومع ذلك فتحت الموقع مقابل تذكرة بخمسة دنانير . فهل من تفسير ؟