رأى مراقبون أن قرار المفوضية العليا للانتخابات الليبية تأجيل إجراء انتخابات المجلس التأسيسي الى شهر جويلية بدلا من إجرائها في شهر 19 من الشهر الجاري انما يعود الى تردي الأوضاع الأمنية خاصة بعد وجود مؤشرات قوية على تجدد الاشتباكات في أكثر من منطقة كان آخرها في مدينة بنغازي وفي مدينة الكفرة على مقربة من الحدود مع تشاد. وأمس قال قائد القوات المسلحة الليبية يوسف المنقوش إنه أرسل قوات عسكرية لإنهاء الاشتباكات القبلية جنوب شرق ليبيا نافيا أي وجود أجنبي في المنطقة، وحث شيوخ القبائل على الحوار. وكان أعضاء في المفوضية العليا للانتخابات الليبية أعلنوا إرجاء إجراء انتخابات المجلس التأسيسي التي كانت مقررة في 19 جوان الى شهر جويلية وربما بعد هذا التاريخ المذكور لأسباب لوجستية إلا أن المتابعين للوضع في ليبيا ربطوا قرار التأجيل بأحداث العنف التي تشهدها ليبيا. وتأتي هذه التطورات بينما بدأت ظلال من الشك تخيم على استقرار ليبيا في ظل أحداث عنف ما إن تهدأ حتى تتجدد. و تواجه الحكومة الليبية الانتقالية جملة من التحديات أبرزها الانفلات الأمني الذي لم تنجح حتى الآن في معالجته خاصة مع تمسك ثوار سابقين بسلاحهم ومطالبتهم بحصة من «غنيمة» الحكم متحدين السلطة الحالية التي شكك البعض أصلا في أهليتها لإدارة البلاد. وشهدت ليبيا في الأيام القليلة الماضية بعض الانفلاتات الأمنية كان أبرزها اقتحام مجموعات مسلحة بسيارات رباعية الدفع على متنها أسلحة ثقيلة ,مطار طرابلس الدولي واحتلاله لبضع ساعات كما شهدت مدينة بنغازي (شرقا) التي تعد معقل الثورة الليبية هجوما بعبوة ناسفة استهدفت البعثة الدبلوماسية الأمريكية إضافة إلى حوادث متفرقة . و في مدينة الكفرة جنوب شرق ليبيا سقط قتلى وجرحى في تبادل لإطلاق النار بين قبائل التبو وكتيبة تابعة للجيش الليبي كانت تحولت الى المنطقة لمنع تجدد الاقتتال بين قبائل التبو وقبائل الزوية.