أكد ممثلون عن قبائل ليبية عودة الهدوء نسبيا أمس الى الكفرة بعد التدخل الأول من نوعه للجيش الليبي الجديد الذي فرض بالمناسبة سلطة الحكومة في منطقة شهدت معارك عنيفة أدت خلال الأيام الماضية الى مقتل عشرات الأشخاص. توقف القتال في مدينة الكفرة في صحراء ليبيا الشرقية وفق ما أكده أمس ممثلون عن القبيلتين المتنافستين «التبو» و«الزوي». فيما تردّدت أنباء عن اندلاع مواجهات جديدة محدودة في المنطقة. وقال عبد الباري ادريس المسؤول الأمني في قبيلة الزوي عبر الهاتف ان قوات خاصة من الجيش الوطني الليبي سيطرت على المنطقة. استعراض عضلات وهذه هي المرة الأولى التي يتمّ فيها الاعلان عن تدخل للجيش الليبي الجديد في مثال نادر على فرض سلطة الحكومة في طرابلس على بلد صعب المراس يعاني من انفلاتات أمنية دورية ومن كثرة السلاح والمسلحين. وحدث تدخل الجيش الليبي في الصحراء الشرقية التي شهدت خلال الأيام والأسابيع الماضية مواجهات بين قبيلتي التبو والزوي على خلفية مواجهة بين أنصار العقيد الراحل معمر القذافي والثوار. وإلى جانب مشاكل في طرابلس والزنتان كانت معارك الكفرة التي خلفت حوالي مائة قتيل بمثابة أكبر تحدّ للحكومة الليبية الفتية وهو ما يجعل التدخل الأول للجيش الليبي حدثا مهما. وقال يوسف المنقوش رئيس أركان القوات المسلحة الليبية ان التدخل في الكفرة أظهر أن الجيش الوطني الذي تشكل فقط في الأسابيع القليلة الماضية أصبح قادرا على فرض النظام والقانون. ورأى مراقبون أن الوقت لايزال مبكرا للحكم على «استعراض العضلات» الذي نفذّه الجيش الليبي ملاحظين أن الميليشيات المسلحة ستكون في كل الحالات مجبرة على التفكير كثيرا قبل القيام بأي محاولة لتحدي القوة الجديدة. ولاحظ رئيس الأركان الليبي تمركز وحدات من الجيش الليبي في الكفرة داخل المطار قائلا إن هذه الوحدات ستدخل مناطق حيوية في المدينة. قوات خاصة وأوضح عبد الباري ادريس المسؤول الأمني في قبيلة الزوي أن الجيش الليبي تدخل في الكفرة بوحدات من «القوات الخاصة» كاشفا بالمناسبة عن الطريقة التي قرّرت الحكومة الليبية التعاطي بها مع التوترات الأمنية. وتتمتع وحدات «القوات الخاصة» بميزتين رئيسيتين تتمثل الأولى في التدريب والتسليح الجيّد والثانية في المرُونة والقدرة على التحرك بسرعة. ويعتبر تدخل القوات الخاصة في الكفرة بمثابة تحذير صريح للمسلحين في مختلف أنحاء ليبيا.