غداة دعوة الظواهري لأنصاره بالتحرك للانقلاب على «النهضة» شهدت بلادنا أحداثا خطيرة من حرق وتخريب واعتداء على المؤسسات وحدثت تصادمات مع رجال الأمن استعمل فيها الغاز المسيل للدموع... جغرافيا كانت التحركات في عدة جهات ولكن أسلوب التحرك كان هو نفسه.. في الأثناء كان هناك معرض للفن التشكيلي لم يستسغ البعض الصور واللوحات والمجسمات التي كانت تعرض باعتبار أنها تزدري الدين وتمس من المقدسات..والسؤال هو هل أن الظواهري هو من فجر الغضب ضد «النهضة» وبالتالي فهذا يعني أنه يخاطب أتباعه في تونس وهذا أمر خطير أم أن ردة فعل الجماعات بالعنف جاءت ردّا على المعرض الثقافي.. في الحالتين هناك مشكلة.. هل للقاعدة مريدين في تونس ونهجهم القاعدة.. أم أن ضرب «النهضة» يعني بالنسبة اليهم فرصة لإزاحة «النهضة» التي طورت خطابها وانحازت للوسطية والقيم المدنية والنظام الجمهوري.. القاعدة لا تغفر لمن يخرج عن نهجها.. ورغم محاولات «النهضة» في اقناع هذه الجماعات فإنه الى حدّ الآن لا شيء تغير... القاعدة لن تغفر ابقاء الفصل الأول من الدستور على حاله دون أن تكون الشريعة المنبع الوحيد للقانون.. القاعدة لا تغفر الخطاب الجديد الذي يحتوي الحرية الشخصية وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وحقوق الإبداع.. لذلك كانت مداخلة الظواهري تجاه «النهضة» حاسمة وقاطعة لأنه يدرك أن فكرة القاعدة مبنية على أن الربيع العربي سيتبنّى رؤاهم وقوالبهم وتعود الخلافة من المغرب الى افغانستان.. وان لم يحصل هذا بتلقائية فهناك أتباع في الميدان قادرون على التحرك.. أعتقد أن المعرض الثقافي لم يكن هو الأساس وإنما هو الذريعة للتحرك الأول على الميدان في إشارة واضحة الى «النهضة» ... وأرجو أن لا يكون مؤثرا على التمشي الحالي ل «النهضة» لأنها لم تخرج عن الاسلام بل هي تعتبره الموحد لا المفرق..اسلام وسطي متسامح في بيئة لا تحتمل المغالاة.. وعلى «النهضة» أن ترضي الشعب لا شهوات الآخرين.. وعندما قامت الثورة لم تكن هناك شعارات دينية وإنما شعارات الحرية والكرامة والتنمية.