كتبت صحيفة "الخبرالجزائرية" أن قطاعا واسعا من التونسيين بات يتخوف من ظاهرة السلفية ومحاولة أنصارها فرض منطقهم على دولة عاشت منذ استقلالها في كنف العلمانية.. و أضافت أن خروج السلفيين إلى العلن وردات فعلهم العنيفة باتت تؤرق التونسيين الذين يتخوفون من تكرار سيناريو تسعينات الجزائر في بلدهم، عندما تحوّل العنف اللفظي والجسدي إلى عنف مسلح. واعتبرت أن سعي رئيس الحكومة " حمادي الجبالي" إلى طمأنة التونسيين ومعهم السياح الغربيين خلال زيارته إلى جزيرة جربة لم يكن كافيا حيث أن الواقع التونسي اليوم بدأ يطرح الصور والمشاهد نفسها التي شهدتها الجزائر في بداية التسعينات مع موجة الأقمصة واللحي الكثيفة ونصف الساق والنساء المنقبات ومجموعات الدعوة التي تدعو الناس إلى الإيمان والكتب الصغيرة و المطويات والأشرطة الدينية التي بدأ صوتها يرتفع أكثر من أي صوت، وتباع عند مخارج المساجد وفي كل مكان. ويرأي الناشط التونسي" مكرم خمار" أن المشهد الجزائري بدأ يستحضر نفسه في أذهان التونسيين ''وإن كان مبكرا التفكير في أن تصل إلى تونس المأساة نفسها التي بلغتها الجزائر، لكن المشاهد والتطورات باتت تدفعنا إلى ذلك''. "رضا بالحاج":تكوين الحكومة كان وفق توازنات خاطئة والأقلية تهول السلفيين وتبحث عن حماية غربية في حين يعتقد الناطق الرسمي باسم حزب ''التحرير" أن قيادات التيار السلفي في تونس غير قادرة على ضبط عناصرها لكنه يعتبر أن التيار العلماني ومن يصفهم ب''خصوم الصحوة الإسلامية'' يهوّلون الأحداث بنية الإساءة إلى التيار الإسلامي وطلب الحماية من الغرب. واعتبر بلحاج أن تونس تشهد بعد الثورة تعبيرا عن المكبوت والكامن في الصدور ولهذا فإن الصراع بين اللائكيين والإسلاميين يبدو متوقعا، فاللائكيون يسعون إلى الحفاظ على نظام تشريعي وفكري كانت تحرسه الديكتاتورية، أما الإسلاميون فمن كان منهم في السلطة فهم يسعون إلى ترضية العلمانية لا لحجمهم ولا لقدراتهم بل إرضاء للغرب . و أضاف أن الإخوة في التيار السلفي يقولون أنهم غير قادرين على ضبط تيارهم لأنه متنوع ومفتوح وغير متحزب ورغم ذلك حدثت بعض التجاوزات ولكن خصوم الصحوة الإسلامية يهوّلون الأمر مع سابق الإصرار والترصد ليظهروا أمام الرأي العام ضحايا وليقدموا للغرب دليلا على وجوب حمايتهم ولو باستدراج ديكتاتورية جديدة. و قال بلحاج أن الحكومة اليوم مرتبكة لأن تكوينها كان وفق توازنات خاطئة ساهم فيها القانون الانتخابي الذي ضخم الضعاف وأعطاهم ما لا يستحقون من المواقع وإلا كيف تستقيم حياة سياسية تمنع فيها الأغلبية من ممارسة حق الأغلبية علما أن النهضة حازت بالأصوات على ما يزيد عن الثلثين ففي الأمر تدبير خارجي.