نفذت فرق خاصة من الأمن الوطني تابعة لمنطقة الأمن بسوسة مرفودة بوحدة من الجيش منذ الساعات الأولى من يوم أمس حملة اعتقالات واسعة شملت مجموعة كبيرة من المنحرفين والشباب السلفي على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة سوسة يوم الثلاثاء الماضي والتي أدت إلى حرق مركز الأمن بحي بوحسينة وحي سويس وحي الرياض ومحاولة حرق المعهد العالي للفنون الجميلة إضافة إلى حرق الماخور واقتحام مقر الفرع المحلي لحزب العمال الشيوعي التونسي واتلاف ما فيه . وقد أكد مصدر أمني رفيع المستوى ل «التونسية» أن عمليات الاعتقال التي نفذت في أحياء الرياض وبوحسينة وحفرة الحبس ليست عشوائية وإنما كان بناء على معطيات تؤكد تورط هؤلاء في أعمال العنف والتخريب الأخيرة وقال نفس المصدر ل «التونسية» أن عددا من الذين تم اعتقالهم أكدوا خلال الأبحاث الأولية علاقتهم بالتيار السلفي كما اعترفوا بأن ما قاموا به من أعمال كانت بتحريض مباشر من أنصار هذا التيار. وفي انتظار استكمال هذه الحملة التي بلغنا أنها ستشمل عددا من معتمديات الولاية علمنا وتأكدنا من تمكن رجال الشرطة من القبض على عدد كبير من أنصار هذا التيار وعلى رأسهم المدعو عبد الوهاب العياري الناطق الرسمي باسم التيار السلفي في الجهة وهو يقود سيارته الفاخرة وبتفتيشها تم العثور على أزياء قتالية وكمية هامة من الأوراق النقدية إضافة إلى عدد كبير من الهواتف النقالة. كما علمت «التونسية» أن عددا من الشباب السلفي المورط في أعمال العنف الأخيرة تحصن بالفرار والبحث جار لإيقافهم . كما عبر عدد من المواطنين عن ارتياحهم واستبشارهم بهذه الحملة التي وإن جاءت متأخرة حسب تقديرهم فإنها هامة جدا باعتبارها المحاولة الأخيرة لإنقاذ الموسم السياحي حسب رأيهم وحركة لإعادة ثقة المواطن في جهاز الأمن .