ذكرت صحيفة "الغارديان البريطانية" مؤخّرا أنّ زيارة رئيس حزب "النهضة» راشد الغنوشي إلى مصر الأسبوع المنقضي والتي دامت يومين جاءت لإقناع جماعة الإخوان بتقاسم السلطة مع التيارات المدنية، ولتحذيرها من أن أخذ نصيب الأسد من غنائم السياسة سيكون خطأ فادحاً. وأفادت الصحيفة أنّ الغنوشي شدّد على أنه من الضروري تقديم تنازلات حقيقية وصولا لتوافق عام لمواجهة تحديات ما بعد الرئاسة. ونقلت الصحيفة عن الغنوشي قوله إن الجماعة لن تستطيع أن تحكم إلا بالاتفاق مع الأحزاب الليبرالية، وتأكيده على أن حصول مرسي على 51% من الأصوات ليس كافياً لحكم البلاد، مضيفاً «إما أن نتقبل الديمقراطية كما يراها الإسلام، أو نفصله عن العملية السياسية، لأنه سيكون عامل تفتيت لا وحدة» ليطالبهم بتقديم تنازلات جوهرية لإنشاء ائتلاف واسع. وأوضحت الصحيفة أنّ رحلة الشيخ الغنوشي تزامنت مع استعداد محمد مرسي، مرشح الإخوان، للفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المصرية في نهاية الأسبوع في مواجهة أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في نظام مبارك. ورأت الصحيفة إن مهمة الغنوشي كانت محفوفة بالصعاب، لأن الجماعة مستقلة بشكل كبير، ولا تقبل النصائح الخارجية، وتعتبر نفسها أم فروع الإسلام السياسي الأخرى، أمثال «النهضة» و«حماس». وتابعت: ولأنها واثقة من نجاح مرشحها، رغم أنه خيارها الثاني بعد الشاطر، ويفتقر إلى الكاريزما، فإنه حصل على أصوات معظم المصريين في الخارج. ونقلت الصحيفة عن المحلل طارق الكحلاوي، رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية في تونس، أن جماعة إخوان مصر ترتكب خطأ كبيراً إذا أصرت على أن تكون الوجه الرئيسى في الرئاسة والحكومة والبرلمان، مذكرا بأنها حصلت على 25٪ فقط من الأصوات في الجولة الأولى لينصح أفرادها بابتلاع كرامتهم، والعمل مع أبي الفتوح، فهم يحتاجونه لأنه مستقل.