قرّرت النقابات الموسيقية مقاطعة مهرجاني قرطاج والحمامات إلى غاية الاجتماع بوزير الثقافة وتعديل البرمجة بما يعطي الفنان التونسي حقه. كان ذلك في الندوة الصحافية التي عقدتها صباح الأحد نقابة المطربين المحترفين التي يرأسها لطفي بوشناق ونقابة المهن الموسيقية التي يرأسها سامي بن سعيد والنقابة الحرة للمؤلفين والملحنين التي يرأسها عز الدين العياشي في المقر المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل. وقد تميّزت الندوة بحضور عدد كبير من المطربين والملحنين أبرزهم لطفي بوشناق وصلاح مصباح وغازي العيادي وحسين عامر العفريت ومقداد السهيلي ونجاة عطية ونوفل المانع ونبيهة كراولي وعبد الرحمان العيادي وحياة جبنون وآمال علام وشكري بوزيان وهاني دمق وشكري عمر الحناشي وعبد الكريم صحابو ولمياء الرياحي ونور شيبة. وقد أكد المتدخلون أن صابر الرباعي التزم بمساندة موقف النقابات وسينسحب من برمجة الدورة 48 لمهرجان قرطاج في صورة مقاطعته من طرف زملائه. اللافت للنظر أن الفنان أحمد الماجري المبرمج ضمن هذه الدورة في حفل وصفه وزير الثقافة في الندوة الصحفية بأنه «بسيط» ضمن سهرة «ألفا بلوندي» قد تغيّب عن ندوة الأحد وهو ما يعكس التضامن المثالي بين المشتغلين في القطاع الموسيقي في بلادنا؟ وقد تمسك الملحن «سي صحابو» بتصريحاته التي سبق أن أدلى بها لراديو «موزاييك» يوم السبت الماضي إذ دافع عن وزير الثقافة الذي شعر –حسب قوله- بأنه يحب الأغنية التونسية وحمّل المسؤولية لأطراف مجهولة لدينا -ومعلومة لديه بطبيعة الحال- مسؤولية البرمجة الضعيفة للفنانين التونسيين في الدورة 48 لمهرجان قرطاج، وبصراحة يظل موقف «سي صحابو» غريبا. فقد كان رئيس أول نقابة للمهن الموسيقية وكان يفترض أن يكون أول مدافع عن الفنان التونسي، ولكن الرجل اختار أن يقاتل لآخر لحظة من أجل السيد الوزير الذي كان شجاعا وأعلن أنه يتحمل المسؤولية كاملة وأنه لم يتمّ التلاعب به . يذكر أن وزير الثقافة عبّر عن استعداده في تصريحات سابقة ل«موزاييك» وقناة «التونسية» للتحاور مع النقابات الموسيقية ومراجعة برنامج مهرجان قرطاج بلا شروط مسبقة. وبطبيعة الحال لم تغب الشكوى من الصحافيين إذ قال أحدهم «مقتّونا» وذلك لأننا لا نكتب عنهم ولا نبث أغانيهم وبأننا نضخم الأحداث، وهو ما أثار استياء الصحافيين الحاضرين على قلّتهم حتى إن إحدى زميلاتنا ردّت بقولها «تستاهلو إللي صايرلكم». ومع احترامنا لتضامن الموسيقيين في محنة مهرجان قرطاج فإننا نسأل لماذا يغيب هذا التضامن في باقي أشهر السنة؟ ومتى يشمّر الموسيقيون عن سواعدهم للعمل ومزيد الإبداع بعيدا عن عقلية «العرابن» الموسمية؟ وفي سياق متصل،أصدرت نقابة المهن الموسيقية التي يرأسها سامي بن سعيد بيانا أكثر تشددا تضمن مقاطعة الفنانين التونسيين المبدئية لكل المهرجانات الصيفية وهو قرار مغاير لما تم إعلانه في الندوة الصحافية ليوم الأحد التي حضرها كاتب عام نقابة الفنون التشكيلية عمر الغدامسي.