سلط تقرير نشره موقع «دوتشي فيلليه» الألماني الناطق بالعربية الضوء على ما أسماها مآسي الجزائريين العائدين من سجن «غوانتانامو» الأمريكي بخليج كوبا مشيرا الى أن القضاء الجزائري برأهم من تهمة الإرهاب لكن لعنة هذه التهمة لاتزال تلاحقهم أينما حلوا حتى وسط مجتمعهم. وأشار التقرير الى أن الحكم الذي أصدره القضاء الجزائري ببراءة اغلب المعتقلين المرحلين من سجن غوانتانامو أثار الكثير من الجدل حول خلفيات هذه الأحكام، وهل تحركها دوافع سياسية أم قناعة قضائية ببراءتهم. رحب ناشطون ومنظمات حقوقية جزائرية بأحكام القضاء الجزائري ببراءة أغلب المرحلين من معتقل «غوانتانامو» الأمريكي في شبه الجزيرة الكوبية إلى الجزائر، واعتبروا الحكم «انتصارا للعدالة الجزائرية»، وإنهاء لملف أثار الكثير من الجدل السياسي. لكن محللين يتساءلون عن خلفيات سياسية قد تكون وراء تبرئة المعتقلين الجزائريين السابقين المرحلين، خاصة ان نهج السلطات الجزائرية ما يزال يستند في أولوياته المعلنة على الأقل على مكافحة الإرهاب, وفق التقرير ذاته. وكانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة قد برأت نهاية الأسبوع الماضي ساحة عبار الهواري (42 سنة) وعابد أحمد (60 سنة) من تهمة «الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج»، وهي التهمة التي مثلا أمام هيئة المحكمة لمواجهتها، والتي التمس من أجلها النائب العام عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا قبل أن يتم تبرئتهما من الجرم المنسوب لهما، وكان المتهمان قد تم ترحيلهما إلى الجزائر في نوفمبر 2008 بعد إطلاق سراحهما من سجن غوانتانامو حيث قضى الهواري سبع سنوات وأحمد خمس سنوات، عانيا خلالها الكثير من أشكال العذاب المختلفة.