عرضت مكاتب محاماة عريقة بالولايات المتحدةالأمريكية، على الجزائريين السبعة المرحلين من غوانتانامو، المساعدة بواسطة وثائق هامة، يستخدمونها لصالحهم امام محكمة الجنايات التي ستفتح ملفاتهم قريبا. ويشكو غالبية المرحلين من أمراض ورثوها من سنوات السجن ومن انعدام مصادر الرزق بالجزائر.أفادت الأستاذة حسيبة بومرداسي، محامية عدد من معتقلي غوانتانامو سابقا، أن مكاتب محاماة أمريكية كبيرة عبرت عن استعدادها لمرافقة كل المرحلين من المعتقل حتى نهاية مشاكلهم مع القضاء الجزائري. ونقلت عن مكتب هاملتون المتواجد بنيويورك، المتخصص في قضايا مساجين غوانتانامو، أنه يقترح على المرحلين الجزائريين وثائق تساعدهم على تبرئتهم من تهمة الإرهاب التي تابعتهم النيابة العامة بالعاصمة بسببها. ومعروف أن الكثير من الجزائريين كانوا موظفين في منظمات الإغاثة الإنسانية العربية بباكستان، وقد اعتقلتهم أجهزة الأمن الإسبانية وسلمتهم إلى القوات الأمريكية التي تحتل أفغانستان، واقتيدوا إلى غوانتانامو بشبهة الانتماء إلى القاعدة. وهؤلاء يمكنهم الاستفادة من شهادات موثقة لخبراء أمريكيين يعرفون الوضع جيدا في باكستان وعلى دراية بطبيعة نشاط هيئات الغوث، وبأن بعض هذه الهيئات نفسها كانت لديها مشاكل كبيرة مع أسامة بن لادن في أفغانستانوباكستان. وطلب مكتب محاماة آخر يدعى ''فيدرال ديفاندرز'' (المدافعون الفيدراليون) بولاية نيوجرزي الأمريكية، من محامي مساجين غوانتاناموالجزائريين إن كانوا يريدون استكمال إجراءات مقاضاة الإدارة الأمريكية السابقة، بعد أن تم رفع دعاوى ضدها في الفترة التي شهدت اعتقالهم. وقالت المحامية بومرداسي إن هذه المكاتب تخشى أن تكون المتابعات القضائية التي يخضع لها المرحلون في الجزائر، نتيجة اتفاق بين البلدين، لذلك ترغب مكاتب المحامين، حسبها، في حشد وثائق وشهادات كانت دافعا قويا في تبرئتهم من الإرهاب من طرف القضاء الأمريكي، تكون سندا لهم في المحاكمة. وأضافت المحامية: ''بالنظر للتعذيب النفسي والجسدي الذي عانى منه هؤلاء المعتقلون، أملنا كبير في أن تأخذ العدالة الجزائرية ذلك بعين الاعتبار فتعفيهم من المتابعة القضائية''. وخلافا لستة مرحلين، استفاد واحد منهم يدعى عامر معمر من انتفاء وجه الدعوى العمومية، ما يعني إسقاط التهمة عنه. عن ذلك يقول محاميه الأستاذ مصطفى بوشاشي في اتصال به: ''يعيش عامر حاليا بالأغواط في ظروف اجتماعية قاهرة ومطلوب من السلطات أن تساعده، ونأمل منها أن تثلج صدور بقية العائدين من غوانتانامو الذين كانوا ضحية ظلم دولة أجنبية، فتسقط عنهم التهم الموجهة إليهم''. واشتكى مصطفى حمليلي، المقيم ببشار، في اتصال به، من متاعب صحية موروثة عن سنوات السجن، وهو يعاني من البؤس بسبب انعدام مصدر دخل يضمن قوت أسرته. وقال حمليلي، 50 سنة، إنه كتب لرئيس الجمهورية ووزير العدل ولجنة قسنطيني لحقوق الإنسان، يشرح وضعيته. وطلب مقابلة والي بشار ورئيس الدائرة ''لكن لا أحد منهم أبدى اهتماما بوضعيتي رغم أنني لا أطلب شيئا أكثر من أن أقوم بكنس الشوارع لأتقاضى عن ذلك أجرا''. ويذكر أحمد العابد المقيم بغرداية، في اتصال هاتفي، أنه لم يغادر البيت إلا أربع مرات منذ عودته في نوفمبر الماضي ''لأنني لم أعد أعرف أحدا بعد غياب دام 20 سنة''. ويقول إنه لم يغير البدلة التي جاء بها من السجن من شدة العوز. وتنطبق نفس الظروف على الأربعة الآخرين، وهم عبد اللي فاغول ومحمد تراري اللذان سيحاكمان في دورة الجنايات المقبلة، وسفيان حدرباش والهواري عبار. المصدر الخبر :الجزائر: حميد يس