متابعة للمقال الذي نشرناه بتاريخ 11 جوان الجاري الخاص بمنطقة "هنشير الزيتون" من معتمدية "غار الدماء" بولاية جندوبة و الذي جاء فيه بالخصوص أن قرابة 47 عائلة من المنطقة تعيش أوضاعا اجتماعية قاهرة جدا في ظل غياب الماء الصالح للشراب و الذي تم قطعه عن المنطقة منذ 4 أشهر رغم أن الأهالي قاموا بتسديد المعاليم الضرورية للجمعية المائية التي من المفروض أن توفر الماء لفائدة الأهالي مما اضطر السكان إلى استهلاك مياه الأودية , اتصلنا بمعتمد الجهة السيد "نبيل الطرابلسي" الذي أفادنا أن ديون الجمعية المائية لفائدة الشركة التونسية للكهرباء والغاز قد تجاوز 6 ملايين و نصف مما اضطر هذه الأخيرة إلى المطالبة بتسديد هذه الديون و بعد عدد من الجلسات طلبت الشركة من الجمعية تسديد 30 بالمائة من هذه الديون. وأضاف السيد نبيل أن الجمعية غير قادرة الآن على تسديد هذا المبلغ إضافة إلى أن إدارة المعتمدية لا تملك أيضا هذه السيولة، و قال انه ساهر على حل هذا المشكل و لذا فهو بصدد عقد لقاءات مع مكونات المجتمع المدني لإيجاد الحل المناسب في اقرب وقت خاصة أن حالة المنطقة والأهالي لا تحتمل التأخير أبدا مشيرا إلى انه اتصل بالشركة التونسية الكهرباء والغاز فرع جندوبة وطرح عليهم الإشكالية في انتظار الحل المناسب. و لوضع الموضوع في إطاره كان لنا اتصال مع السيد "حاتم معروفي" نائب مكلف بالتصرف في شؤون الحرفاء , الجهد المتوسط و العالي بالشركة التونسية للكهرباء و الغاز فرع جندوبة الذي أفادنا أن الجمعية المائية بمنطقة "هنشير الزيتون" لها ديون متخلدة بذمتها لفائدة الشركة منذ ما يزيد عن السنة وقد اتصلت بالشركة أكثر من مرة و طلبت جدولة لهذه الديون لكنها لم تسدد المبالغ المستحقة و أضاف أن الشركة لم تطلب ال 30 بالمائة من الديون من هذه الجمعية بعينها وإنما هذا قرار اتخذ اثر جلسة في مركز ولاية جندوبة بحضور كل الأطراف المعنية بموضوع ديون الشركة عند المجمعات المائية و تم الاتفاق على طلب هذه النسبة من الجمعيات التي توجد في مناطق سقوية أما بالنسبة للمناطق التي تحتاج الماء الصالح للشرب فسيتم درس ملفاتهم حالة بحالة و وضع النسبة الخاصة بكل حالة . و بالنسبة لمنطقة "هنشير الزيتون" التي تعتبر حالة لا تحتمل التأخير في ظل تأخر عودة الماء الصالح للشراب و حرارة الطقس المرتفعة قال السيد "حاتم معروفي" أن الشركة مستعدة لان تستقبل بمقرها بفرع جندوبة المعتمد و من يمثل الأهالي للنقاش مع رئيس الإقليم و إيجاد الحل المناسب خاصة أن الشركة قبل كل أن تكون تجارية هي مؤسسة وطنية تقدم خدمات لفائدة المواطن في أي نقطة من تراب الجمهورية التونسية و أضاف أن الحالة التي أصبحت عليها منطقة "هنشير الزيتون" لا ترضي أي طرف و من الواجب أن تتضافر جميع الجهود لحل هذا الإشكال اليوم قبل الغد.