أسدل الستار أمس الأول على المباريات المؤجلة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم والبالغ عددها سبعة لقاءات، وسجلنا خلالها عودة المتصدر الترجي الرياضي التونسي إلى الانتصارات بعد خمس مباريات على التوالي لم يعرف فيها الفريق طعم الانتصار، فوز على الشبيبة القيروانية هو الأول بالنسبة للمدرب القديم الجديد نبيل معلول، ملاحقه المباشر النادي البنزرتي عاد بانتصار عريض من رادس على نادي حمام الأنف استقر على أربعة أهداف مقابل هدف وحيد ليبقي على فارق النقطة اليتيمة التي تفصله عن الترجيين. أسفل الترتيب بدوره شهد انتفاضة «الباجية» الذين عادوا من عاصمة الجنوب محملين بثلاث نقاط ثمينة جدا أنعشت آمال أبناء عاصمة السكر وأبعدتهم وقتيا عن مؤخرة الترتيب. ولمزيد تسليط الضوء على الجوانب الفنية «التونسية» تقدم القراءة التالية: الترجي التونسي - شبيبة القيروان (2-0) لمسات معلول واضحة الترجي دخل المباراة بقوة منذ البداية واضعا نصب عينه الانتصار ولا غير ذلك ضغط منذ الدقائق الأولى وكان له ما يريد حيث سجل هدفين قتل بهما المباراة وجعل فريق عاصمة الأغالبة يلهث وراء العودة في المباراة لكن دون فائدة في ظل إصرار الترجيين على العودة إلى نغمة الانتصارات والمضي قدما نحو التتويج بالبطولة. زملاء خالد المولهي سجلوا هدفين ثم أصبحوا يسيرون اللقاء وتحكموا في النسق، الملاحظة الأبرز تتعلق بتغيير واضح وجلي في نوعية لعب الترجي من ناحية خلق الفرص فخلال الشوط الأول شاهدنا لاعبي الترجي يعتمدون على الضغط العالي الذي يولد الأخطاء وهو ما أفرز هفوات فادحة لدفاع الشبيبة في مناسبتين، إلى جانب ذلك فإن معلول يفكر في مستقبل الفريق وهو أمر هام وهام جدا في ظل التوزيع الجديد لسباق البطولة ومنافسة كأس تونس فضلا أن هذا الأخير يفكر بجدية في المسيرة المستقبلية للأحمر والأصفر في رابطة الأبطال الإفريقية حيث تعمد «تدوير» الزاد البشري ولاحظنا أنه أقحم المحيرصي منذ البداية مع ترك بوعزي أبرز لاعب في المباريات السابقة على دكة الاحتياط لأنه يدرك جيدا أن تتالي المنافسات بحاجة إلى لاعبين جاهزين بدنيا. بالنسبة للشبيبة الرياضية القيروانية فإن هزيمة لا تنقص من المردود الطيب للفريق في ظل النقائص العديدة والغيابات المؤثرة في التشكيلة قرابة 6 أو 7 لاعبين ومع ذلك فإن زملاء نوفل اليوسفي لعبوا الند للند في الشوط الثاني خاصة. حمام الأنف - النادي البنزرتي (1-4): الرباعية.. إنذار شديد اللهجة للبقية!! انتصار البنزرتي على الهمهاما رسالة مضمونة الوصول لبقية الأندية التي تستعد لإجراء مبارياتها المتبقية مع قرش الشمال مفادها أن النادي البنزرتي رفع التحدي إلى أعلى مستوياته وأنه منافس قوي وشرس على بطولة هذا الموسم وهذا لصالح الكرة التونسية عموما، بالنسبة للمباراة دخلها بقوة وبادر بتهديد مرمى الهمهاما وكان له ما يريد ثم تراجع إلى مناطقه الخلفية ما كلفه هدف التعادل بعدها أحس المدرب ماهر الكنزاري بتراجع في أداء لاعبيه وأعطى توصياته بمزيد الضغط في ظل الارتباك الواضح على جل لاعبي وسط ودفاع حمام الأنف فتغير الرسم التكتيكي ولاحظنا ضغطا رهيبا سلطه وسط ميدان النادي البنزرتي في افتكاك الكرة والارتقاء بها من الناحية الدفاعية إلى الهجوم وهو ما كلف أبناء «سارامانيا» مزيدا من الإرهاق والتعب والانهيار البدني وقبول ثلاثة أهداف خلال الشوط الثاني ليجني بذلك ثلاث نقاط هامة على درب تشديد الخناق على الترجي المتصدر في المقابل فإن الهزيمة التي مني بها فريق الضاحية الجنوبية لا تشكل مشكلا وإنما المشكلة هي الطريقة التي انهزم بها فهي تطرح أكثر من نقطة استفهام والمطلوب انقاذ الفريق في أسرع وقت ممكن من خلال رجة نفسية تعيد الاعتبار للنادي الذي كان نكهة البطولة الوطنية. الاتحاد المنستيري - مستقبل المرسى (2-1): سلاح دراغان فتاك مباراة هامة لكلا الفريقين من أجل مواصلة أهدافهما المرسومة فبالنسبة للاتحاد يسعى لمواصلة النتائج الإيجابية أما القناوية فهدفها هو إحراز مرتبة متقدمة تساهم في مشاركة الفريق في إحدى المسابقات الإفريقية. في بداية اللقاء لاحظنا أن مدرب الاتحاد المنستيري الصربي دراغان وفي حنكته التكتيكية وهي تعبئة منطقة وسط الميدان والاعتماد على أسلوب الهجمات المرتدة بانتظار المنافس ثم اللعب في عمق دفاعه وهو ما ساعده على امتصاص ضغط المرساوية الذين لم يجدوا المنافذ وانحصر لعبهم في الوسط في ظل الكثافة العددية للاتحاديين، الشوط الثاني أتى مغايرا لسابقه ورأينا تغييرا في الرسم التكتيكي لأبناء دراغان الذين زادوا في ضغطهم على لاعبي المرسى وحسموا بهدفين في وقت وجيز وهنا وجب التنويه بالقوة الهجومية للاعبي الاتحاد ومهاراتهم الفردية ومع ذلك فإني أقر أن الترتيب الحالي للاتحاديين لا يعكس حجم وقيمة لاعبيه. وبالنسبة للمستقبل لاحظت بعض التراخي قد يكون ناجما عن ارتفاع درجات الحرارة لكن ذلك لا يفسر غياب المردود المعتاد عن بعض الأسماء وأعتقد أن من واجب اللاعبين الإيمان أكثر بحظوظهم لتحقيق هدفهم المنشود. النادي الصفاقسي - النجم الساحلي (1-1): سيناريو طيب ل«منذر الكبير» قمة لقاءات هذه الجولة، الفريقان لم يخذلا وقدما مباراة تليق بحجم الصفاقسي والنجم، فرص تهديف موجودة اندفاع بدني وحب الانتصار، لكن ما أعيبه على النجم الساحلي هو التخوف المفرط فيه من الهزيمة وهو ما جعل اللاعبين يتراجعون إلى الخلف خاصة بعد المبادرة بالتهديف وقبولهم للعب ما كلفهم هدف التعادل. النادي الصفاقسي على الطريق الصحيح والشبان الذين زج بهم الكوكي في الفريق الأول ممتازون ويتمتعون بمهارات فردية لا يستهان بها وسيكون لهم شأن كبير في المستقبل إلى جانب قوة الشخصية التي ظهروا بها خاصة في كيفية الرجوع في نتيجة المباراة. التعادل قد يكون في مصلحة النجم لكنه من الؤكد أنه هام أكثر بالنسبة للمدرب منذر الكبير الذي خاض أول لقاء له مع النجم وسيمكنه من العمل بأكثر راحة لباقي الاستحقاقات المحلية والقارية. قوافل قفصة - النادي الإفريقي (2-2): نقطة ثمينة للقوافل وعلى المسؤولين التدارك الإفريقي كعادته في المباريات الأخيرة يفتقد إلى الروح في لعبه وغياب حب الانتصار في المقابل فإن لاعبي القوافل كانوا أمام فرصة لتحقيق ثلاث نقاط ثمينة لكنهم اكتفوا باقتسام نقاط المباراة ومع ذلك فإن الأداء العام للقوافل يبشر بكل خير ويؤكد أن قادم الجمعية سيكون أفضل حالا مما عليه بالنسبة للإفريقي مازال مطالبا بترميم بيته من الداخل ووضع حد لمشاكل لاعبيه على جميع النواحي وهنا يكمن دور الرئيس الجديد للفريق سليم الرياحي المطالب بإيلاء اللاعبين الحاليين العناية الكافية والنظر في وضعياتهم حتى لا يكتوي بنيرانهم. ترجي جرجيس - الأولمبي الباجي (1-2): الوضعية الكارثية حتمت الانتصار على «الباجية» الأولمبي الباجي كان أكثر إصرارا من ترجي جرجيس وهذا مؤكد في ظل الترتيب المفاجئ للأولمبي الباجي في بطولة هذا الموسم ولاحظنا إصرارا وعزيمة فولاذية تحدو لاعبيه من أجل الفوز بنقاط المباراة كاملة واندفاعا بدنيا في كنف الروح الرياضية إلى جانب التفوق في جميع الثنائيات والاستحواذ أكثر على الكرة وتجسيم ذلك بهدفين أنعشا آماله في الخروج شيئا فشيئا من عنق الزجاجة. ثلاث نقاط هامة وهامة جدا في حين أن هزيمة الترجي الجرجيسي تبعث على التساؤل والحيرة..