ذات يوم أحد... رُحّل البغدادي إلى ليبيا فجأة ونزل خبر تسليمه إلى السلطات الليبية في سطر ونصف... يوم أحد أفاق الشعب متأخرا... حتى المرزوقي كان خارج التغطية وتعذر الاتصال به لإبلاغه الخبر.. لم يكن على علم ولم يتمّ التشاور معه في هذا الشأن... رئيس الحكومة مهد لتسليم البغدادي عندما صرح في حديث للوطنية «أنه سيرحّل البغدادي ولو بدون إمضاء رئيس الدولة»... عقدة المسألة لا تكمن في تسليمه من عدمه وإنما في أي إطار يضمن حقوق البغدادي... خاصة وأن جل المحاكم في ليبيا هدمت في غزوة الناتو وهناك انفلات وتطاحن متواصل بين القبائل والمليشيات... وهذه الأجواء المشحونة بالثأر والتقتيل لا توحي بضمان قضاء عادل وفق المعايير الدولية... ملف البغدادي المفخخ ارتدت تداعياته على علاقة الرؤساء الثلاثة... رئيس لا يعلم.. رئيس حكومة لا يتشاور ورئيس التأسيسي هاتفه مغلق... هل أن في الأمر «إن» في العادة كانوا سمنا على عسل فماذا جرى يا ترى؟! هل كان بن جعفر على علم.. و«ترك المرزوقي وحيدا»... لأنه يريد تغيير كرسي التأسيسي بكرسي الرئاسة... هل بدأ سيناريو إزاحة المرزوقي الذي بدأ حملة انتخابية ومبكرة... أزعجت الحكومة؟ بن جعفر شريك ودود ومتودد ل«النهضة» والمرزوقي يفرض نفسه في المشهد ولا يمكن تكهّن «طلعاته»... ورغم اجتهاد الرئيس المؤقت في محاولة مسايرة «النهضة» فإن خلفيته النفسيّة والثقافية والحقوقية تجعل منه شريكا مزعجا... ولهذا كانت لطمة المرزوقي بالبغدادي أي أنه ضرب بنقطة القوة التي يحملها كحقوقي... وعندها هناك خيار واحد: أن ينقذ المرزوقي الرئيس ويقضّي بقية الفترة الرئاسية ساكتا أ أن ينقذ المرزوقي الحقوقي وعندها عليه أن يستقيل...