الصوناد تطلق خدمة الإرساليات الخاصة بفواتير الإستهلاك مجانا    سحب رخصة السياقة يعود بقوة...وقانون الطرقات الجديد يدخل حيز التنفيذ قريبًا!    غرامات تصل ل 50%.. علاش مهم تودّع قوائمك المالية قبل الآجال؟    وزارة الداخلية تكشف عن جملة من الخدمات متوفّرة للتونسيين بالخارج..    الحماية المدنية تتدخّل لإطفاء 179 حريقا خلال ال24 ساعة الفارطة    عاجل/ نحو الترفيع في قيمة الخطايا المرورية وتشديد العقوبات وسحب رخصة السياقة في هذه الحالات..    ارتفاع عدد المخالفات المرورية في تونس: 590 ألف مخالفة خلال 6 أشهر فقط    ''جواز سفر في نصف ساعة'': وزارة الداخلية تعزز خدماتها للجالية بالخارج    نفق بئر القصعة يُغلق اليوم... إليك الطريق البديل!    جهاز الكشف عن تعاطي المخدرات ...يقدر بحوالي'' 5 ملاين''    رابطة حقوق الإنسان تدعو إلى التدخل للإفراج عن التونسي المشارك في سفينة "حنظلة"..    زوجة حاتم العوينى المشارك في سفينة حنظلة تكشف سبب رفضه التوقيع على وثيقة الترحيل    صادم/ تعلقت بزنى محارم..ينشر مقاطع جنسية لأجل المال والمشاهدات على "التيكتوك"..    ريال مدريد يشعل الميركاتو: نجوم كبار على باب الخروج وصفقات نارية في الطريق!    محرز الغنوشي: ''السباحة ممكنة بالسواحل الشرقية من قليبية الى جرجيس''    بشرى سارة للتونسيين: الطقس يعتدل ودرجات الحرارة تنخفض إلى غاية هذا التاريخ    الحماية المدنية تحذّر: البحر ما يرحمش...احترم الاعلام    بن عروس : زياد غرسة يفتتح الدورة الثالثة والأربعين لمهرجان بوقرنين الدولي    لقاء يجمع سفير أمريكا بتونس بالمخرج التونسي مجدي السميري    تعرف على أسوأ أنواع الفواكه لبدء يومك    شنوة يصير كان تحط اللوز في الماء؟ برشة توانسة ما يعرفوش    رد بالك من التسمم ! هكا تغسل الغلة والخضرة بطريقة صحية ؟    نابل: إنتاج الكروم المعدّة للتحويل يتجاوز 17 ألف طن رغم تراجع المساحات    مفزع/ 30 بالمائة من الشباب يقودون السيارات تحت تأثير الكحول..!    تنبيه هام لمستعملي هذه الطريق..#خبر_عاجل    بطولة افريقيا للكاراتي: المنتخب الوطني يحرز 6 ميداليات من بينها ذهبيتان    السلوفيني بوغاتشار يتوج بلقبه الرابع في طواف فرنسا للدراجات الهوائية    بطولة أوروبا لكرة القدم سيدات: إنقلترا تتوج باللقب على حساب إسبانيا    الجولة القارية الفضية لألعاب القوى بألمانيا: رحاب الظاهري تنهي سباق 2000 متر موانع في المرتبة السادسة    مباراة ودية: الترجي الجرجيسي يفوز على النجم الساحلي    في اليوم العالمي لالتهاب الكبد: دعوة وطنية للتوقي من الخطر الصامت    النادي الإفريقي: راحة للاعبين قبل العودة للتمارين    تركيا: حرائق الغابات تقترب من رابع أكبر مدينة في البلاد    بعد السيطرة على "حنظلة".. الخارجية الصهيونية تصدر بيانا    محمد عساف في مهرجان قرطاج: "هنا نغني كي لا نصمت، نغني كي لا تنسى غزة"    قيادي في "حماس" يدين إنكار ترامب لوجود مجاعة في قطاع غزة    تحذيرات من البحر: حالتا وفاة وشاب مفقود رغم تدخلات الإنقاذ    تتغيب عنه الولايات المتحدة.. المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية ينطلق في نيويورك بمشاركة واسعة    طقس اليوم.. درجات الحرارة في ارتفاع طفيف    بطولة إفريقيا للكاراتيه: محمد عياط ووفاء محجوب يُهديان تونس ميداليتين ذهبيتين    صيف المبدعين ..الكاتب سامي النّيفر .. حقول اللّوز الشّاسعة وبيت جدّي العامر بالخيرات    تاريخ الخيانات السياسية (28).. نهاية بابك الخُرّمِي    استراحة صيفية    إغلاق منصة التوجيه الجامعي    ماذا حدث على ركح رباط المنستير؟    في مهرجان الحمامات الدولي .. وائل جسار يبهر الجمهور    تحذير    اليوم: غلق نفق محول بئر القصعة    القصرين: صابة قياسية وغير مسبوقة من الفستق    مؤشر الشمول المالي 2025: ارتفاع قياسي في عدد مالكي الحسابات المصرفية والمالية    بنزرت: إستنفار جهوي مشترك لانتشال جثة شاب غرق في منطقة الجوابي بكاب زبيب    مختصة: التغذية المتوازنة تقي من الإصابة بعدد من الأمراض النفسية..    كوكو شانيل: وقت قالت ''الأناقة هي الرفض''...شنوّت تقصد وكيفاش المرأة التونسية تطبّق هذا الشعار؟    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    على ركح مسرح قرطاج الأثري : الفنان العالمي إبراهيم معلوف يحتفي بالحياة    بلدية تونس تنظم الجائزة الكبرى لمدينة تونس للفنون التشكيلية 20َ25    عاجل/ التحقيق مع أستاذة في الفقه بعد اصدار فتوى "إباحة الحشيش"..    يوم غد السبت مفتتح شهر صفر 1447 هجري (مفتي الجمهورية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تلميح إلى «مسرحيّة» وتوزيع أدوار بين الحكومة والرّئاسة
«زوبعة» تسليم البغدادي المحمودي:
نشر في الصباح يوم 26 - 06 - 2012

يبدو أنّ مسألة تسليم البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد القذافي، إلى السلطات الليبية الحالية ستعرف طريقا نحو مزيد التعقيد. خاصة بعد أن نادى بعض النواب ومنهم من ينتمي إلى أحزاب الائتلاف الحاكم بتوجيه لائحة لوم ضد الحكومة بسبب انفرادها بالرأي وعدم التنسيق بين الرئاسات الثلاث للتوصل إلى حل وفاقي بشأن توقيت تسليم البغدادي.
لكن رغم ذلك، تشير عدة دلائل إلى وجود إمكانية لتطويق الأزمة التي خلفتها قضية تسليم البغدادي على خلفية اتهام رئاسة الجمهورية لرئاسة الحكومة بعدم التنسيق معها، ففرص الحوار ما تزال قائمة بين الرئيسين رغم تعدد النافخين في لهيب الأزمة..وسعي نواب كتلة حركة النهضة لإفشال دعوات لجلسة مساءلة للحكومة في محاولة للتصويت على لائحة لوم منتظرة.
إن تحييد الحكومة على لسان سمير ديلو، ونور الدين البحيري لرئيس الجمهورية والتقليل من عمق الأزمة التي ولدتها عملية التسليم، والقول بأن الحكومة لا تتعامل مع بلاغات المستشارين..له عدة دلالات في إشارة إلى تصريحات الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الذي وصف قرار التسليمبغير الشرعي والطعن في الظهر..وعدم التزام الحكومة بتقرير لجنة الحقوقية التي شكلت للتثبت في مدى توفر ضمانات المحاكمة العادلة للبغدادي في ليبيا. كما أن احتقار تصريحات مستشاري الرئيس يعيد إلى الأذهان حادثة ما يعرف بالمستشارين الثلاثة الذين أطلقوا سهام نقدهم الجارح للحكومة وانتهت بإقالة احدهم وتوجيه اللوم للآخرين.
كل ذلك قد يؤشر إلى إمكانية حصول خيارين لا ثالث لهما، فإما توصّل الحكومة وخاصة رئيسها حمادي الجبالي إلى تهدئة وتوافق جديد مع رئيس الجمهورية، وحتى مع رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، بوصفهما لهما تاريخ حقوقي حافل قد يهز من مصداقيتهما أمام الرأي العام الوطني..
علما أن الجبالي كان قد أكد في عدة مناسبات عن نية الحكومة تسليم البغدادي عاجلا أم آجلا، وأنه على يقين ان رئيس الحكومة هو الذي يمضي قرار التسليم وليس رئيس الجمهورية.. أما الخيار الثاني فيتمثل في المضي قدما في خيار المواجهة مع ما قد يترتب عن ذلك من عواقب وخيمة على تمساك تآلف الحكومة. وقد يحيلنا ذلك إلى سيناريوهات مختلفة لما بعد حكومة الجبالي..أي ريما خيار حكومة وحدة وطنية..وهو أمر مستبعد في الوقت الحاضر.
كما ان الرئيس المرزوقي افلت عن نفسه فرصة التظلم لدى المجلس الوطني التأسيسي منذ نشأة الصراع القانوني على القرار النهائي للتسليم والجهة الشرعية التي يعود إليها التوقيع النهائي على قرار التسليم، إذ كان بإمكانه طلب جلسة عامة عاجلة لمناقشة هذا الأمر وربما يظفر بتأييد الأغلبية..لكنه لم يفعل..
اما الحديث الآن عن التظلم لدى المجلس التأسيسي وبعد وقوع البغدادي في يد جلاديه على حد تعبير احد المعارضين لعملية التسليم، أمر لا فائدة منه. كما ان الحديث عن استقالة المرزوقي والتلويح بها أمر مبالغ فيه، وأخال الحكومة قد قرأت حسابها جيدا لهذا الخيار قبل الإقدام على عملية التسليم النهائية. كما أن لدى الحكومة ومن ورائها النهضة أيضا حججها القانونية وحتى الواقعية لدحض تهمة الغدر لشركائها في الحكم أو لعلمية التسليم غير القانونية.
وكان للمرزوقي أيضا حل ثالث لحفظ ماء الوجه..وهو طرح خيار تسليم البغدادي إلى المحكمة الجنائية الدولية وبالتالي تفادي الإحراج حتى لا ينعت بالحقوقي الذي خان القضية..
يجيز عديد السياسيين والمحللين والمتابعين للعملية السياسية والأداء الحكومي في بلادنا أن قرار تسليم البغدادي لم يأت في معزل عن التجاذبات الجيوسياسية الجديدة في المنطقة، ومن غير المستبعد دخول قوى خارجية على الخط لتحريك ملف البغدادي واللعب به كورقة سياسية رابحة ربما لحكومة الكيب التي تبحث عن حربوشة تقوي عنصر الثقة المهزوز من الشعب الليبي ويكون لها كسبا معنويا يمكنها من إحكام مسك خيوط اللعبة السياسية في ليبيا..
إن قضية البغدادي المحمودي لها ابعاد حقوقية وسياسية وقانونية وحتى دولية، لما لها من تأثيرات متناقضة يتداخل فيها السياسي مع الاقتصادي والعوامل الجيواستراتيجية الجديدة في المنطقة.. المسألة إذن ليست متعلقة بتسليم البغدادي من عدمه، فهذه تم الحسم فيها منذ عدة أسابيع بموافقة الرئاسات الثلاث وقبلها إجماع لكافة أعضاء الحكومة، لكن المشكل الذي كان بمثابة عرف الوقيد الذي أشعل نار الخلاف السياسي هو عملية التسليم التي رآها البعض متسرعة في حد ذاتها.
رفيق بن عبد الله
البغدادي المحمودي في تونس : من الاعتقال.. إلى التسليم
- اعتقل البغدادي المحمودي في الجنوب التونسي يوم 21 سبتمبر 2011 عندما كان يحاول التسلل إلى الجزائر وتم ايدعه السجن حيث قضى حوالي تسعة أشهر بسجن المرناقية.
-يوم 14 فيفري 2012 قضى القضاء التونسي ببراءته من تهمة اجتياز الحدود خلسة وكان البغدادي أحضر للمحاكمة في سيارة إسعاف بسبب حالته الصحية المتعكرة حيث كان يصاب بوعكات من حين لآخر ومتعته المحكمة بالبراءة بعد أن رأت أنه دخل التراب التونسي كغيره من آلاف الليبيين الذين فروا من جحيم الحرب.
- خلال شهر أكتوبر 2011 تقدم عدد من أهالي زوارة بشكوى ضد البغدادي واتهموه بالتحريض على اغتصاب نساء زوارة والقتل.
- وأما بالنسبة لقرار تسليمه للسلطات الليبية فقد كان نتيجة لحكمين صادرين عن دائرة الإتهام بمحكمة الإستئناف بتونس الأول كان يوم 8 نوفمبر 2011 والثاني يوم 25 من نفس الشهر.
- 21 أفريل 2012 دخل رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي في اضراب جوع داخل سجنه في تونس احتجاجا على امكانية تسليمه الى السلطات الليبية.
- ماي 2012: زيارة رئيس الحكومة الليبية إلى تونس والاتفاق مع الحكومة التونسية على مبدإ التسليم بشروط.. مع تشكيل لجنة وطنية للتثبت في ضمانات المحاكمة العادلة للبغدادي..
- 30 و31 ماي 2012: زيارة اللجنة إلى ليبيا
- 01 جوان 2012: اللجنة تصوغ تقريرها وتسلمه إلى الحكومة
24 جوان 2012: الحكومة تسلم رسميا البغدادي المحمودي إلى السلطات الليبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.