تونس تحت التوتر العالي.. الأحداث تتسارع بشكل مذهل.. والمتابعون يلهثون ولكن ليس بإمكانهم إعادة الشريط «بالرالنتي» لتفكيك ما جرى.. البغدادي لغم انفجر بين أيادي ماسكيه.. فتصدعت جدران «الترويكا» وشهدت الساحة قصفا عشوائيا شاركت فيه الأحزاب والمجتمع المدني وجمهورية «الفايس بوك».. بعضهم يتحدث عن صفقة.. بل عن صفعة لتونس ما بعد الثورة عندما تم تسليم البغدادي دون ضمان محاكمة عادلة.. محاموه قرروا مقاضاة الحكومة.. في المجلس التأسيسي 76 نائبا يمضون على لائحة لوم لسحب الثقة من الحكومة.. الأخبار تفيد بأن البغدادي اختفى في ليبيا ومحاموه يطالبون الحكومة بمدّهم بالجهة التي تسلمته.. صحف أجنبية وعربية تناولت هذه القضية واعتبرتها ضربة قاتلة ل«الترويكا».. المعارضون لتسليم البغدادي من المجتمع المدني والأحزاب أو حتى المواطن العادي ليسوا ضد محاكمته وإنما مع توفير الضمانات.. ولكن ما الذي دفع رئيس الحكومة إلى تسليمه في كنف السرية في يوم عطلة.. وهو يعلم أن هذا الإجراء لن يمر دون إثارة زوابع هو في غنى عنها حتى من أقرب المقربين سياسيا؟.. هل هناك ضغوط مسلطة.. سواء من ليبيا أو فرنسا.. هل لها علاقة بدول كبرى ترفض أن تقع ملفات أو تمويلات مشبوهة في أيدي الغير.. رجل الأسرار سيعذب بيد اخوته وسينطق بأسراره للذين دمروا ليبيا.. حلف الناتو.. في الأثناء مازالت المرارة مسيطرة على ملف البغدادي.. رجل استجار بالتوانسة.. بتونس الدولة.. بتونس العربية المسلمة.. يرحّل بتلك الطريقة إلى التهلكة.. والحال أنه بين أيدينا ترسانة قانونية وأخلاقية ودينية تضمن المخرج العادل.. وبينما نحن نتحدث عن البغدادي ينزل خبر في سطر ونصف.. رئيس الدولة الذي قيل إنه «طعن في الظهر».. استفاق و«أقال محافظ البنك المركزي».. بعد صراع طويل من «خلخلته».. ألم أقل لكم إن التوتر العالي يسود تونس.. وصار الخطاب السياسي من السلطة أو المعارضة متشنجا ردات فعل وتراشق بالتهم.. وإلغاء للآخر.. و«منّى تقرع».. ولا لوم حينئذ عن الانفلات الشوارعي.. وللحديث بقية.