تزامنا مع انطلاق المهرجان الجهوي لفنون و إبداعات دور الثقافة بصفاقس تم بالمركب الثقافي محمد الجموسي عرض أوبرات " لحن الشارع " التي تعد من أبرز إنتاجات دار الثقافة باب بحر لهذا العام حيث هي ثمرة تعاون بين نادي المسرح بالدار و صالون 14 جانفي الثقافي و نادي الفنون التشكيلية اضافة الى فرقة " الجبهة " إذ أشرف على الإخراج و التوضيب الركحي الفنان " ناجح بن محمود "وعلى كتابة كلمات الأغاني المقدمة الشاعر " شاهين السافي " و على وضع اللوحة الفنية العملاقة التي استعملت كخلفية للعرض الفنانة " ليلى بوطبة " و بحضور جماهيري محترم انطلق العرض ليدخل مباشرة صلب الموضوع مجسدا مشاهد احتفالية في ما يوحي بذكرى ثورة أو ما شابه على ايقاع أغنية " فرحانين " للفنان المصري " الشيخ إمام " لكن هذا الاحتفال يبتر بغتة ليتحول الأمر الى عود بالذاكرة الى زمن هذه الثورة و ما شابها من أحداث و من مواجهات بين الصدور العارية الممتشقة حجرا و شعارا و أمنية بالنصر أو بالنصر تواجه جلادها القابع في قصره من خلال جهاز قمعه الذي لم يظهر في الأوبرات حين اختفى خلف الستار في شبه إيحاء الى قتلة الشهداء الذين لم تعرف شخصياتهم و ربما لن تعرف و على التوالي ظهرت على الركح شخوص الجرحى و القتلى الذين أردتهم الثورة بين قتلى و جرحى مقطوعو الأطراف و الأمل ثم تتحول الأحداث الى واقع الثورة اليوم و مآل ابن العامل و الفلاح الذي سيحرص أن يضل ثوريا و محافظا على مبادئه و قيمه مادام ميزان العدل الاجتماعي محافظا على عدم اتزانه النقطة السوداء سجلنا بكل استغراب نقطة سوداء شابت عرض " لحن الشارع " تتمثل في إقدام صاحب التجهيزات الصوتية والتي وضعها على ذمة المركب الثقافي على وجه الكراء على محاولة قطع العرض بتعلة التزامه في حفل زفاف بعد أقل من ساعة من انطلاق العرض مما أحدث إرباكا داخل القائمين على العمل خشية ضياع مجهود أشهر من التعب غير أن الأمر وقع تلافيه في آخر لحظة رغم حدوث مناوشات بعد نهاية الأوبرات جاءت كردة فعل على هذا التجاوز الأمر الذي يطرح و بشدة ضرورة تجهيز المؤسسات الثقافية بتجهيزات على ملكها تقيها مثل هذه الحوادث و تغنيها شر الالتجاء الى " العرابنية "