ألقت الجريمة الشنيعة التي ارتكبها الأب «عصام» في حق طفليه «وديع» و «وسام» بحي الرابطة بالمدينة الجديدة نهاية الأسبوع الماضي بظلالها على أحاديث عامة الناس بالمقاهي والشوارع وفي صفوف العائلات وبالصحف والمواقع الاجتماعية. «التونسية» اتصلت بأم الطفلين القتيلين هاجر المتواجدة حاليا بمسقط رأسها بولاية القيروان لتروي لنا تفاصيل الحادثة والأسباب التي جعلت زوجها يقتل طفليه وقد تحدثت هاجر بكل مرارة وألم عن قتل «وسام» و«وديع» اللذين كانا على حد قولهما أمل حياتها. وأضافت هاجر ان الحادثة مثلت صدمة لها وأنها لم تتوقع ان تصل الأمور الى درجة قتل الطفلين مؤكدة أنها مازالت تعاني من أوجاع الجريمة التي ارتكبها زوجها الموقوف حاليا بسجن بوشوشة. وعن تفاصيل الواقعة قالت هاجر أنه بعد ان طردها زوجها من المنزل ظلت تتردد على المنزل مضيفة أنها كانت كثيرا ما تسمع طفليها يبكيان بعد ان يقع تعنيفهما من قبل والدهما وبخصوص علاقة الأب بطفليه أكدت هاجر أنه كان لا يهتم بمستلزماتهما من مأكل وملبس وأدوية اضافة الى أنه لا يقبلهما او يحتضنهما او حتى يداعبهما وأن سلوكاته كانت غريبة تجاههما الى جانب أنه عادة ما يعنفهما ويقول لهما «ابعدوني.. مانيش ناقصكم..آش تحبوا عندي..». أما بالنسبة لعلاقته بها فأكدت هاجر ان العلاقة الزوجية بينهما غير مستقرة ومتوترة وليست مبنية على الاحترام اذ ان زوجها كثيرا ما كان يعتدي عليها ويشتمها وينعتها بأبشع النعوت بل ويطردها من المنزل.. وعن سؤالنا المتعلق بأسباب الخلافات أجابت هاجر أن زوجها كان لا يعمل وأنه مستسلم دائما للنوم ولا يكترث بمصاريف طفليه أو أجرة تسوغ المنزل مضيفة أنها تعمل بأحد المطاعم إلا ان المرتب الذي تتلقاه لا يكفيها لتسديد مصاريف أبنائها وزوجها وفاتورة الماء والغاز والكراء قائلة أنها كانت عندما تطلب من زوجها الخروج للعمل يعنفها حتى وصل به الأمر ذات يوم إلى إخراجها من المنزل في حدود منتصف الليل طالبا منها «تدبير رأسها لتوفير مال تعطيه له». من جهة أخرى حمّلت هاجر مسؤولية مقتل طفليها الى الجهات الأمنية التي لم تتعاون معها على حد كلامها لانقاذ طفليها مؤكدة أنها منذ يوم الجمعة (الجريمة وقعت يوم السبت ليلا) وهي تتردد على مركز الأمن قصد مساعدتها على فتح باب الشقة واسترجاع طفليها إلا أنهم لم يكترثوا بأمرها واكتفوا بمطالبتها بالعودة الىمنزلها مضيفة أنهم تحولوا معها لمنزلها يوم قُتل طفلاها (الاحد صباحا). وفي ما يتعلق بموقف عائلة زوجها أكدت هاجر أنها تلقت تهديدا عبر الهاتف من أحد أشقائه وان والدتها رفضت طلبا لوالدة زوجها بدفن الضحيتين بجهة جندوبة (مسقط رأس عائلة الزوج) وأضافت هاجر انه من خلال الاتصالات الهاتفية التي دارت بين أفراد من عائلتها وأفراد من عائلة زوجها لم تلاحظ أي تأثر من طرف هؤلاء الأخيرين بمقتل الطفلين وأن اكتراثهم الوحيد كان منصبا على القاتل وأكدت في ختام كلامها ان الاعدام وحده يشفي غليلها.