كثرت في الأونة الأخيرة ظاهرة قتل الأباء لأبنائهم من حادثة المرأة التي سممت أبناءها الثلاثة إلى الأب الذي حرق ولديه وزوجته في منطقة المروج وصولا إلى حادثة لا تقل بشاعة عن سابقاتها فقد قتل «عصام» إبنيه الوحيدين «وسام ووديع» بطريقة أقل ما يقال عنها «أنها بشعة» و «وحشية» . «قتلت وسام في الساعة التاسعة ليلا يوم السبت ووديع في الساعة 7 صباحا يوم الأحد وقتلت نفسي على الساعة الثالثة مساء» هذه الرسالة التي كان سيتركها القاتل عصام بعد أن كان ينوي أن ينتحر ولكن الشرطة أوقفته قبل إنهاء جريمته.
وأفادت أولى الأبحاث التي يباشرها أعوان الأمن الوطني بالمدنية الجديدة أن هاجر والدة الضحيتين جاءت تستنجد بهم يوم الأحد طالبة الإسراع في البحث عن فلذات كبدها اللذين يعيشان مع والديهما وعندما انتقلت قوات الأمن إلى حي الرابطة بالمدينة الجديدة أين يقع منزل الضحيتين فوجئوا بأن الوالد «عصام» قتل ابنيه و«سام» و«وديع» بطعنات سكين وأحدث عديد الثقبات بجسمي الصغيرين.
جريمة بشعة
وعن هذه الجريمة البشعة قال الناصر الريسي صاحب المنزل الذي يتسوغه الوالدان عصام وهاجر على وجه الكراء «كنت أعتقد أن عصام متواجد في المنزل مع ابنيه وعندما جاءت والدة الطفلين للمنزل لتسأل عنهما لم يفتح لنا عصام الباب فطلبت مني خلعه فرفضت وأعلمتها أن عليها إحضار قوات الأمن وحين ذهبت لإحضارهم خرج والد الضحيتين بهدوء وكأنه لم يقم بأي جريمة ودخن سيجارة أمام المنزل حتى وصلت سيارات الأمن وحين سألوه أجاب حرفيا «إنهما نائمان».
وأضاف مالك المنزل «عندما دخلت مع هاجر لم أصدق المشهد الدموي الذي رأيته ولدان صغيران مرميان على الأرض وسط بركة من الدماء ولم أصدق ما شاهدت ولسوء الحظ فقد شاهدت هاجر والدة وسام ووديع نفس المشهد ودخلت في حالة هيسترية من الصياح والبكاء.أما زوجة مالك المنزل منيرة بعلوس فقد ردّدت عبارة واحدة «ربي يصبرها».
شجار متواصل
علاقة الزوجين «عصام» و«هاجر» متوترة جدا وكثيرا ما عنف الزوج زوجته ووصلت مشاكلهما الى مركز الامن بالمدينة الجديدة، وعن هذا قالت جارة هاجر وهي صاحبة محل أكلة خفيفة وتدعى منيرة الوسلاتي «قبل الحادثة الأليمة بيوم واحد وجدت هاجر في مركز الأمن بالحي بصدد تقديم شكاية بزوجها ولكن زوجي حاول أن يصلح بينهما وأقنعها بالعدول عن هذه الخطوة ولكن لم يتوقع زوجي أن يقتل ابنيه الصغيرين بهذه الطريقة الوحشية».
أما سوسن جارة هاجر فقد أكّدت أن عائلة عصام كانت منطوية ولا يتحدثون مع الجيران وعن الحادثة قالت سمعنا يوم الاحد صراخ هاجر وهي تقول «يا عصام حرام عليك قتلت ولادك»، ولم نستطع الوصول للمنزل لكثرة تواجد قوات الأمن بالمكان.حالة من الصدمة انتابت جيران عائلة عصام، فلم يتوقع أي منهم أن يصل الحقد الى درجة قتل الأب لابنائه، هذا ما أكده عدد من الجيران.
أين قوات الأمن؟
اتصلنا بوالد هاجر وجدّ الضحيتين وسام ووديع وهو متواجد حاليا بأحد أرياف القيروان برفقة ابنته وأخبرنا بأنه بصدد حفر قبري حفيديه فقال «أين قوات الأمن؟ لقد طلبت منهم إبنتي المساعدة ثلاث مرات يوم الاحد وفي كل مرة يطلبون منها أن تذهب بمفردها للمنزل، لو ساعدوها منذ البداية لما وصلنا لهذه الجريمة». وأضاف جد المغدورين «وللعلم لقد كان يخطط أيضا لقتل ابنتي هاجر ولكن قد أنهى حياته بقتل فلذات كبدها وهي الآن متواجدة في منزلي بحالة هيسرتيرية وها نحن ننتظر إذن رئيس البلدية لندفنهما في القيروان».
الفقر
كان عصام وزوجته وأبناهما وسام (3 سنوات) ووديع (سنة ونصف) يقطنون بمنزل في شكل مستودع على وجه الكراء بمبلغ 130 دينارا شهريا ولم يتم استخلاص شهرين، ومن هنا بدأت المشاكل تتطور حسب ما أفاد مصدرنا الذي أضاف «ظروفنا العائلية صعبة جدا والمنزل لا يوجد فيه تجهيزات وعصام عاطل عن العمل ولا يحبذ الشغل في حين أن زوجته هاجر هي المسؤولة عن مصاريف ولديها، وكلما طلبت منه المساعدة الا وعنفها».