عندما اختطف مهاجم أولمبي الشلف مسعود الهدف الثاني في الدقيقة 85 مانحا التقدم لفريقه لم يكن أكثر الترجيين تفاؤلا يتوقعون عودة لاعبيهم في اللقاء بتلك الصفة وتسجيل هدفين في الدقائق الأخيرة من المباراة وتحويل هزيمة بدت محققة إلى انتصار ثمين للغاية، فقبول هدف قاتل في ذلك التوقيت أمر غير سهل بالمرة بل صعب جدا يمكن أن يصيب أي فريق بانهيار كبير يعجز بسببه عن العودة في النتيجة وتدارك الهزيمة لكن الترجي الرياضي لم يتدارك الهزيمة فحسب وإنما حولها إلى انتصار في دقائق معدودة مؤكدا خبرة مجموعته في مثل هذه المواعيد وقوة شخصية لاعبيه في مثل هذه المواقف.. أبناء نبيل معلول رفضوا الانهيار أمام الأنصار وانتفضوا بكيفية لا يعرفها ولا يقوم بها سوى الأبطال الذين يرفضون الهزيمة ولا يعترفون إلا بالانتصار. إضافة البلايلي صانع «الانقلاب» الأحمر والأصفر هذه الإنتفاضة التي أكدت قوة شخصية الترجيين لم تكن وليدة الصدفة بل ساهمت فيها عوامل واضحة وجلية من بينها خبرة اللاعبين وكذلك إضافة المنتدب الجديد يوسف البلايلي.. هذا الشاب الذي ظهر لأول مرة في تشكيلة الأحمر والأصفر لم يدخل في ظرف طيب وإطار مناسب لبروز أي لاعب جديد فالمباراة كانت صعبة على الترجيين وكانت كل المؤشرات تفيد بتعثر بطل إفريقيا فوق أرضه وأمام جمهوره لكن الجزائري تحدى كل هذه العراقيل وصنع «انقلاب» الأحمر والأصفر بما أنه كان وراء الهدفين الثاني والثالث للترجي الرياضي في دربي أول أمس مقدما من البداية إضافة كبيرة جدا للفريق أكد بها حسن مستواه وسعة إمكانياته مؤشرا بالمناسبة إلى مشوار ناجح مع فريقه الجديد طبعا في انتظار التأكيد خلال المقابلات القادمة التي سيدخل فيها في حسابات المدرب نبيل معلول بشكل أكبر.
ودقّت نواقيس كل الأخطار أمام معلول رغم الانتصار صحيح أن النتيجة تمر في المقام الأول في مباراة كالتي خاضها الترجي الرياضي ليلة أول أمس ضد أولمبي الشلف وصحيح أيضا أن فريق باب سويقة حقق هدفه الأساسي من الدربي المغاربي المندرج في إطار الجولة الثانية لدور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الإفريقية لكن الثابت كذلك أن هذا اللقاء أكد السلبيات والنقائص التي يعاني منها الترجي الرياضي والتي تتطلب المعالجة في الإبان قبل فوات الأوان فما كل مرة تسلم الجرة. التنشيط الدفاعي أم المشاكل التنشيط الدفاعي هو أم المشاكل في فريق باب سويقة وهي النقطة السلبية رقم واحد في آداء الترجي الرياضي وهو عنصر لا يقتصر فقط على رباعي الخط الخلفي بل على كامل الفريق انطلاقا من لاعبي وسط الميدان المطالبين بتشكيل جدار دفاعي يتكفل بافتاك الكرة أمام الخط الخلفي ووصولا إلى المهاجمين الذين من المفروض أن يكونوا أول المدافعين في حالة فقدان الكرة وذلك بالضغط على دفاع المنافس لمنعه من إخراج الكرة بسهولة وتصعيدها بكيفية تصنع الخطر. هذه الناحية الدفاعية الجماعية شكلت نقطة ضعف الترجي الرياضي في المباراة الأولى في دور المجموعات ضد سان شاين ستارز وتأكدت ليلة أمس الأول ضد أولمبي الشلف في لقاء الجولة الثانية وآن الأوان فعلا لإيجاد الحلول السريعة الكفيلة بإصلاحها والقضاء عليها فمن غير المعقول أن يقبل فريق مثل الترجي الرياضي يطمح إلى الحفاظ على لقبه هدفين فوق أرضه وأمام جماهيره ضد فريق غير مؤهل للمنافسة على التاج القاري ومن غير المقبول أن يظهر الترجيون بتلك السذاجة الغريبة في لقطة هدف التعادل من ركنية وجد خلالها اللاعب الجزائري حرا من أي محاصرة كانت تفرض نفسها في تلك الكرة وفي ذلك المكان.