تعتبر منطقة المرناقية (البكاكشة) من معتمدية تاكلسة من المناطق الأقل حظا في جهة الوطن القبلي ، فهي تعاني الكثير من المشاكل على مستوى التنمية وتفتقر للعديد من المرافق الاساسية. فبالرغم من الرصيد العقاري الفلاحي الكبير الذي يعود الجزء الاهم منه الى الدولة وهو تحت تصرف ديوان الاراضي الدولية وشركات الاحياء والتنمية الفلاحية والخواص فإنه لا يوجد رصيد عقاري يسمح بالتوسع العمراني بالقرية المحاصرة من كل الجهات بأراض فلاحية وهو ما جعل التجمع السكني الوحيد بالمنطقة المذكورة يشهد حالة اكتظاظ سكاني أدت الى بروز وضعيات اجتماعية هشة زادت في معاناة عديد الأسر التي استعصت عليها الحلول لاخراجها من الاوضاع المتردية. فالمتأمل في ظروف عيش المتساكنين هناك يلاحظ غياب بنية تحتية عصرية تستجيب لأساسيات العيش الكريم ، اذ لاتتوفر شبكات لتصريف المياه المستعملة وهو ما كثف من النقاط السوداء المتمثلة في انتشار مستنقعات تبعث بروائح كريهة وتجلب الناموس. ومن بين مطالب ابناء القرية والجهة ككل توفير مقاسم سكنية حتى تتمكن الأسر التي أصبحت مضطرة للاشتراك في مساكن لا تتعدى مساحة المسكن الواحد 150 مترا مربعا او ربما اقل من ذلك بالنسبة لمساكن اخرى.حيث نجد مثلا 3و4 أسر تعيش تحت سقف منزل واحد تتقاسم في أغلب الأحيان المطبخ وبيت الراحة ، وهي اوضاع زادت في عمق مأساة هذه الأسر التي تطالب اليوم بتوفير ظروف عيش افضل، وقد سعت الى توجيه عديد الشكايات الى السلطات الجهوية قصد التدخل لصالحها وانقاذها من احوالها المتردية وتنحصر مطالب الاهالي بالاساس في توفير رصيد عقاري من خلال تخصيص قطعة ارض تابعة للدولة وتحويل صبغتها من فلاحية الى سكنية ومن ثمة تهيئتها وبيعها باسعار رمزية بعد ان يتم اعداد دراسة اجتماعية حول وضعية الاسر التي ستنتفع بالمقاسم مع مراعاة اوضاع الاسر ذات الاحتياجات الخاصة. وفي هذا الاطار علمنا ان السلطات الجهوية بولاية نابل التي عاينت اوضاع المتساكنين هناك من خلال الزيارة التي قام بها والي الجهة مؤخرا تعهدت بالنظر في هذه المطالب والعمل على الاسراع بايجاد حلول عاجلة لمعضلة طال امدها وحرمت مئات الاسر من حقها في العيش الكريم ، وتتوقع مصادرنا ان يتم تخصيص مقاسم سكنية جديدة في الاشهر القليلة القادمة مع اعطاء المنطقة اولويات في ما يتعلق بالبنى التحتية وتوفير بعض المرافق الاساسية.