سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المدرب "منذر الكبيّر" ل "التونسية":النجم على الطريق الصحيح ، وهذا ما كان ينقصه... الثورة أضرت بكرتنا ومواجهتنا القادمة مع الترجي ستكون لها قراءتها المغايرة
يجمع العارفون بالشّأن الرياضي في الخارطة التونسيّة على القيمة الثابتة للمدرب منذر كبيّر لما يتمتع به الرّجل من ثقافة كروية واسعة، نجح من خلالها في فرض أسلوب لعب يتميز بالتنوع في الآداء على مستوى التنشيط الهجومي منذ تسلمه لمقاليد الإشراف على حظوظ النجم الساحلي. «الكبيّر» وبعد أن طاله الإبعاد زمن ولاية حافظ حميّد بالرغم من مراهنته المتقدمة على لقبي البطولة والكأس، عاد الى قلعة النجمة الحمراء بإصرار كبير من مكتب رضا شرف الدين ومساعديه، لما للرجل من رصيد على مستوى التواصل مع اللاعبين والمحيطين، ناهيك عن سعة حرفيته وعمق مخزونه الكروي. «التونسية» اتصلت بمنذر الكبيّر للوقوف على أسباب توقف عداد النجم على الدوران في بطولة رابطة الأبطال الإفريقية، بعد أن فرض عليه منافسه سان شاين النيجيري إقتسام نقاط التعادل في عقر داره، فكان الحديث الذي فرض شجونه حوارا اتى على بعض الجوانب الاخرى. بداية كيف تقرأ اللقاء الذي جمعكم بسان شاين ونجاحه في اقتسام نقاط اللقاء بالرغم من أسبقية الميدان؟ - الشوط الأول كان في اتجاه واحد تقريبا، نجحنا في خلق ما لا يقل عن ستة فرص سانحة للتسجيل الا ان التجسيم كان أبرز الحلقات المفقودة، ناهيك أنه إحدى الآليات التي تصنع الفارق، وتحقق المطلوب في مثل هذه الرهانات. هذا الأمر سنعمل على تداركه في قادم التحضيرات وسنوليه ما يستحق من كبير العناية والاهتمام حتى نتوج مستقبلا نشاطنا الهجومي بما هو مطلوب. الشوط الثاني لاحت فيه الخطوط متباعدة وأضحى المستوى متقاربا من حيث الآداء وخلق الفرص، إضافة الى انهيار العامل البدني الذي خذلنا في ما تبقى من ردهات اللقاء. برأيك ما أسباب تراجع الآداء داخل النجم الساحلي وفسحه المجال لفرق قادمة من بعيد حلت محله؟ - عدة أسباب أراها مجتمعة في تشخيص ما يمكن أن يصطلح على تسميته بأزمة النجم الساحلي،أهمها التغييرات على مستوى الإطار الفني وغياب برنامج يعنى بالمستقبل البعيد على أسس علمية صحيحة، فانا خامس مدرب يأتي على رأس الاطار الفني للفريق، وهو ما يعني آليا غياب احدى اهم آليات النجاح الا وهو الاستمرارية. هل معنى هذا انك مستعد لحزم حقائبك في أية لحظة بالنظر لآليات التعامل مع المنظومة التدريبية في تونس؟ - للاسف هو الواقع الذي صار يميز مشهدنا الرياضي في المواسم الأخيرة، حتى أن من يبقى على رأس فريق الى نهاية المواسم يعتبر في حد ذاته انجازا كبيرا، شخصيا وطيلة الخمس سنوات الاخيرة حطمت الرقم القياسي في دائرة المدربين الذين تميزوا بالاستقرار وطول البقاء. ما الذي تغير بين الأمس واليوم في النجم الساحلي، وكيف تحكم على مستوى التعامل مع الادارة الحالية؟ - النجم الساحلي بدأ يستعيد عافيته، والمتابع عن قرب لمسيرة النجم الحديثة الخطى لابد وان يقول في سره « وين كنا ووين صبحنا»، في بداية الموسم كان لنا العديد من الصعوبات التي يعرفها القاصي والداني على جميع المستويات، واليوم أصبحت القلعة الساحلية رقما صعبا ومنافسا شرسا لمواجهيه باختلاف اسمائها. - الادارة الحالية لم تقصر بالمرة في توفير كافة الظروف المشجعة والمستلزمات الضرورية، ولم يبقى غير دعم الجمهور ووقوفه صفا واحد بجانب فريقه لما فيه ضمان لحسن اقلاع النجم ووضعه على السكة الصحيحة. طيب ماذا ينقص النجم ليعود الى سالف عهده؟ - الزاد البشري متوفر بالشكل المطلوب في نسخة النجم الحالية، بقيت اللحمة هي ما ينقصنا في الوقت الحاضر، وهذا يتطلب القليل من الوقت حتى تجد المجموعة توازنها، ناهيك وأن البناء الحق يستوجب العديد من المراحل بخطى متأنية ثابتة لا تخضع لمنطق الارتجال والسرعة المضادة. تنتظركم مواجهة صعبة في دوري الابطال ضد الترجي الذي انهزمتم ضده بملعب سوسة بالذات، فكيف تقرؤون اللقاء من وجهة نظر فنية؟ - بالنسبة لمقابلة البطولة اعتقد ان الكل وقف على امتياز النجم الساحلي في الشوط الول وحيازته السيطرة المطلقة على مختلف ردهاته، ناهيك وان ضربة الجزاء المتغافل عنها بالرغم من شرعيتها حسب المحللين والعارفين بشأن الصافرة التحكيمية كانت المنعرج الذي قلب موازين اللقاء، فلو احتسب الخطأ وسجلنا الهدف لكانت الامور عكس ما خطته النتيجة النهائية، ولكن المهم عندي اننا اكتسبنا لاعبين شبانا جددا باستطاعتهم تقديم الاضافة قادم المواسم امثال غازي عبد الرزاق والبريقي. اما بخصوص الشق الثاني لسؤالك، اتمنى شخصيا النجاح للترجي وعبور الدور الاول رفقة النجم لما فيه خير الكرة التونسية بقطع النظر عن اختلاف الالوان، وتبقى المواجهة مفتوحة على كل الواجهات والاحتمالات، الا ان المتفق عليه ان قراءة الميدان ستكون مخالفة لمقابلة البطولة. كيف تقرأ بقية مشوار البطولة؟ - لا بد من الاقرار بأن فريقين اثنين هما المعنيان بالرهان على لقب البطولة لسبب وحيد هو الاعتماد على مبدأ الاستقرار الفني، وأظن ان المنافسة ستكون على أشدها بين الترجي والبنزرتي خصوصا وان الاخير له سبق هزم زملاء المساكني ذهابا وايابا، الا ان ذلك لا يمنعنا من الحديث عن عودة البطولة بطعم الموسم الجديد على مستوى توزيع الادوار هل معنى ذلك اننا سنشاهد النجم في ثوب العائد من بعيد؟ - هناك حقيقية رياضية وحيدة هي حقيقة الميدان، فهذا الموسم يخضع لأولوية وحيدة هي اولوية رابطة الابطال الافريقية، لكن هذا لا يمنعني من القول اننا سنقوم بالمستحيل من اجل العودة في السباق بما يضمن مقعدا مميزا، وللموسم القادم حديثه المغاير ان شاء الله، فقط نسأل جماهيرنا الدعم والتشجيع. هل يمكن الحديث عن مبدأ الولاء والتزكية في اختيار المدربين في تونس؟ للاسف هناك نسبة كبيرة من الصحة في طرحك للموضوع، فطبيعة العلاقات البشرية دائما ما تحكمها العلاقات بمنطق الولاء والأقربون أولى بالمعروف، ولكن في كثير من الاحيان يكون للميدان حكمه على الاشخاص وهو من يحدد بقاءهم من عدمه، المشكل مطروح بوضوح ونحن في تونس نرى مدربين يقبعون على بنك الاحتياط دون انتساب قانوني لفقدانهم الدرجة الثالثة في التدريب او ما يعادل صنف ( أ )، وعلى الجامعة تحمل مسؤوليتها في تطبيق القانون والوقوف دون استفحال الظاهرة احتراما للقوانين من جهة واخلاقيات المهنة من جهة ثانية. ولكن سامي الطرابلسي بدوره لا يملك الدرجة الثالثة ومع ذلك فهو القائم الاول على شأن المنتخب؟ - حتى سامي عليه بدوره ان يسعى للحصول على الدرجة الثالثة وأمامه الوقت لذلك، بالرغم من اقتناعي بامكانياته وارتفاع مستوى الخبرة لديه. أخيرا كيف تقيّم مستوى كرتنا ما بعد الثورة؟ - الثورة في اعتقادي اضرت بكرتنا على الاقل الى حدود الايام الاخيرة، ففريق مثل النجم شملته رياح التغيير حتى وصل به الأمر الى ثلاثة رؤساء في موسم واحد ، وحين نقول النجم فمعناه احدى اهم القلاع الرياضية في بلادنا والمفروض ان يكون قدوة للآخرين، ناهيك عن تضارب في مستوى توزيع الروزنامة وقلة الاحتراف في الشأن التسييري، كل هذه الاسباب واكثر فرضت مواصلة تحسس الطريق دون الوصول الى المأمول.