مدينة حاجب العيون من المدن المعروفة بصبغتها الفلاحية منذ القدم, وذلك لارتباطها العضوي و الأساسي بالماء مصدر الحياة ,حيث تنتج عديد الخضروات والبقول التي يقع تحويلها بأعداد كبيرة ومنتظمة الى السّوق المركزية ببئر القصعة. ورغم ذلك فان هذه الشهادة في الإنتاج المتميز لاتشفع لها بأن تصنّف ضمن قائمة المدن التي تشهد ارتفاعا ملحوظا في أسعار الخضر على امتداد الموسم وكامل الفصول الفلاحية ,وذلك لأسباب خفيّة لايعلمها سوى البعض من المستكرشين الذين كثيرا مايعمدون الى الترفيع في الأسعار دون موجب قانوني او أخلاقي, بهدف تحقيق الربح السّريع على حساب الفئات الضعيفة من المجتمع. فالأسعار أصبحت تمارس القفز وأصبح رصد الأسعار في السوق البلدية بحاجب العيون ضرورة قصوى, «التونسية» لاحظت منذ الأيّام الأولى من شهر رمضان الارتفاع المفرط في الأسعار التي شملت اللحوم الحمراء حيث بلغ سعر لحم الضأن 16 دينارا للكيلوغرام, في حين وقع تسعيرها ب 14.800 و بلغ سعر لحم البقري15000 كذلك الشأن بالنسبة للخضراوات على غرار المعدنوس حيث بلغت الربطة 500 مليما, والذي لا يتعدّى سعره في سائر الأيام العادية 150 مليما, دون أن نغفل عن ذكر ورقة « الملصوقة» أو «البريك» ذات ال 12 ورقة والتي بلغ سعرها 500 مليما, والحال أنها بالأمس القريب كانت تباع ب250 مليما فقط, اضافة الى تجاوزات عديدة سجلت في أسعار موادّ استهلاكية اخرى الشيء الذي أدخل صيحة فزع في قلوب البسطاء من عامّة الناس, الذين أصبحوا غير قادرين على مجابهة مثل هذا الغلاء المفرط في الأسعار, والذي ساهم فيه بدرجة أولى غياب الجهاز الرادع لذلك وفي مقدمتهم أعوان المراقبة الاقتصادية, الى جانب غياب المنظمات التوعوية على غرار منظمة الدفاع عن المستهلك. وفي غياب مثل هذه الأجهزة متجمّعة ضاعت مصلحة وحقوق المواطن العادي في انتظار القيام بزيارات تفقد وميدانية لمقاومة المستكرشين على حساب الفئة الكادحة من المواطنين, الذين اكتوت جيوبهم بنار الزيادة في الأسعار, منذ اليوم الأوّل من شهر الصيام, وقد تتلوها زيادات أخرى في ظلّ الصّمت الرهيب من قبل أجهزة المراقبة المختصّة ,والتي يعوّل عليها كثيرا في النزول الى الميدان لمقاومة مثل هذه الظواهر السلبية والموسميّة .