عاشت مدينة سبيطلة خلال الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت (27 و28 جويلية) ساعات طويلة من الرعب والفزع بسبب معركة «صغيرة» بين شابين تحولت الى «اعلان حرب» و«تهديدات باقتحام المدينة» وحالة احتقان شديدة! في حدود الساعة التاسعة ليلا من أول أمس الجمعة جدت معركة بين مجموعة من شبان حي السرور كانوا في قاعة ألعاب ومجموعة من أبناء عرش الهراهرة كانوا في مقهى مقابل... ورغم اختلاف الروايات حول ما اذا كانت هذه المعركة لها جذور سابقة وتبحث عن تصفية حسابات أم أنها نتيجة خصومة فإن المعركة تطورت وشملت أغلب أنهج وشوارع وسط المدينة حيث تبادل المجموعتان قذف الحجارة وتتالت عمليات الكر والفر وتهشيم بعض النوافذ مما أحدث حالة من الفزع في صفوف رواد المقاهي وعموم المتساكنين... ورغم عودة أبناء «الهراهرة» الى منازلهم التي توجد خارج المدينة على مستوى الطريق الرابطة بين سبيطلةوالقصرين الا أنهم عادوا وتجمعوا من جديد على مستوى مدخل المدينة «البلاكات» بأعداد غفيرة وذلك بسبب تفطنهم الى غياب أحد الشبان الذين شاركوا في بداية المعركة واختلاف الروايات حول المصير الذي قد يكون آل إليه! وهو ما دفعهم الى الاستعداد والتهديد باقتحام المدينة بحثا عن «إبنهم»! اختفى في سانية الفرق الأمنية وشعورا منها بخطورة الأمر تحولت الى المكان وعبثا حاول مدير اقليم الحرس الوطني ورئيس فرقة الابحاث والتفتيش بالقصرين اقناع المتمترسين بمدخل المدينة بالعودة الى منازلهم وأصروا على البقاء حتى العثور على الشاب الضائع «وتجندت ثلاث دوريات أمنية للبحث كامل ساعات الليل حتى حلول الصباح حيث ظهر الشاب الذي يبدو أنه خاف من بطش أبناء الملاجي. فنام ليلته بإحدى السواني بمدينة سبيطلة... ورغم ظهور «الفتى الضائع» الا أن مجموعة من أبناء الهراهرة نزلوا في حدود الساعة السابعة من صبيحة أمس الى المدينة في محاولة لاقتحام «السوق» وسط المدينة بتعلة أن أبناء حي السرور سيحرمونهم من الانتصاب لبيع بضاعتهم الفلاحية والتسوق كما حدث منذ عدة أشهر... وهو ما دفع بمختلف الوحدات الأمنية الى التدخل بالحوار قبل ان تلتجئ الى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق «المقتحمين» الذين واجهوا الأمن بوابل من الحجارة قبل ان يعمدوا الى غلق الطريق الوطنية الرابطة بين سبيطلةوالقصرين وتهشيم زجاج عدد من السيارات!! التدخل الأمني أسفر ليلة الجمعة عن ايقاف 3 شبان من أبناء حي السرور من طرف أعوان الشرطة وترحيلهم الى القصرين وايقاف 5 شبان من أبناء الهراهرة صباح أمس السبت من طرف أعوان الحرس الوطني وتحويلهم أيضا الى القصرين بسبب رميهم للحجارة... أين الحوار ورغم الهدوء النسبي الذي عاشته سبيطلة مساء أمس الا أن حالة من الاحتقان... والخوف تسيطر على الجميع خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها المدينة مثل هذه الحالات... في غياب التعقل... ولغة الحوار... والاقتناع بأن سبيطلة للجميع... وأن منطق «العروشية» و«الريف والمدينة» ولّى وانتهى... الامن يتدخل بالقوة لفتح الطريق المؤدية الى سبيطلة بعد ساعات من غلقها تمكنت قوات مشتركة من الحرس و الامن العمومي بعد ظهر أمس من فتح الطريق الرابطة بين القصرين و سبيطلة على مستوى قرية «الهراهرة» بالقوة مستعملة قنابل الغاز للسيطرة على الوضع و تولت ايقاف مجموعة من الشبان المتورطين في الحادثة و علمنا ان أحد أعوان الأمن أصيب بحجارة كما لحقت اضرار بعديد السيارات الامنية و الخاصة.