بعد جلسة أولى عقدها الحزب يوم الأحد قبل الماضي بمقره المركزي بالعاصمة اشرف عليها رئيس الحركة الشيخ «راشد الغنوشي» وتمت خلالها مناقشة 50 اسما مطروحا على طاولة مجلس الشورى حتى يكتمل نصاب أعضائه (150 عضوا انتخب منهم 100 تم الإعلان عن أسمائهم في اختتام المؤتمر التاسع للحركة في حين يتم اختيار ال50 الآخرين خارج أعمال المؤتمر)، وبعد أن تم تأجيل تحديد قائمة أسماء الثلث المتبقي من تركيبة المجلس إلى الأسبوع الذي يلي تاريخ انعقاد الاجتماع الأول ،عقدت أمس حركة «النهضة» بمقرها الجهوي التابع لولاية أريانة، الجلسة الثانية لمجلس الشورى المنبثق عن المؤتمر التاسع للحزب بغية اختيار ال50 عضوا متمما لمجلس الشورى ولمناقشة التوجهات العامة للأعضاء الممثلين لهذا المجلس الذي يعتبر على درجة بالغة من الأهمية باعتباره ربان الحركة وموجه دفتها،و محدد سياساتها والمتحكم الأول في خططها وبرامجها إلى حد قد يبلغ تقييد رئيس الحركة وأعضاء مكتبها السياسي. لم تفلح الجلسة الأولى لمجلس الشورى التي انعقدت يوم الأحد قبل الماضي في تحديد بقية الأعضاء الخمسين للمجلس لسبب أرجعه عضو الحركة وعضو مكتبها الاعلامي «البشير الغريسي» إلى نقص في العنصر النسائي والشبابي والممثلين للجهات غير الممثلة بالمجلس التأسيسي، قائلا: «تقريبا نحن نسير في ذات النسق الذي يميز الجلسات الترتيبية،حيث عمل المجلس خلال جلسته الأولى على تحديد النقائص ومحاولة إيجاد الحلول للمشاكل التي رصدناها خلال المؤتمر المنصرم،فمن مجمل 100 شخص تم انتخابهم لعضوية مجلس الشورى لم تمثل الشريحة الأنثوية سوى 7 نساء فقط كما شأن الشباب الذين لم يتجاوز عددهم ال6،زد على ذلك النقص في تمثيل الجهات...وهو الأمر الذي استوجب عقد المجلس لأكثر من جلسة». وبخصوص المسائل التي يعمل المجلس على مناقشتها خلال جلسته الثانية، فقد أكدت مصادرنا انه وبعد تحديد مشكل النقص في التمثيل النسائي والشبابي والجهوي بمجلس الشورى فإن المجلس سيعمل على تحديد خاصيات كل شريحة يحتاجها داخله،مضيفا «تم في مرحلة أولى رصد الأطراف والعناصر غير الممثلة بالمجلس أما خلال هذه الجلسة فالغالب أن يتم تحديد خصائص كل شريحة معنية بالتمثيل، هل نحن بصدد الحديث مثلا عن المرأة العاملة أو الإطار؟ أم المرأة ربة البيت مثلا؟..و بخصوص الشباب هل المعني بالتمثيل من ذاك الشباب العامل أم الطلابي؟...». هل يتحقق الفصل بين عضوية مجلس الشورى وعضوية المكتب التنفيذي؟ كما أكد المصدر ذاته أن المجلس بصدد مناقشة التوجهات العامّة لاختيار أعضاء المكتب التنفيذي وحدود علاقته بعضو مجلس الشورى «كنا قد اتفقنا في المؤتمر الماضي على مبدأ الفصل بين عضوية المكتب التنفيذي وعضوية مجلس الشورى»-حسب قوله-، مضيفا «و اليوم من المنتظر أن يقدم رئيس الحركة التوجهات العامة لاختيار المكتب التنفيذي حتى تتم المصادقة عليه من قبل مجلس الشورى وهو ما من شأنه أن يحدد مجال عمل عدد من قيادات الحركة على غرار «علي العريض» و«عبد الحميد الجلاصي» و«نجيب الغربي»... وغيرهم من الذين يمزجون بين عضوية المكتب التنفيذي وعضوية مجلس الشورى». وبشأن القائمة الاسمية الأخيرة المحددة للعناصر المكملة لنصاب مجلس الشورى، أكد محدثنا انه بمجرد الانتهاء من انتخاب الأعضاء الخمسين فإن الحركة ستنظم ندوة صحفية تعلن فيها عن القائمة الاسمية لكافة أعضاء مجلس الشورى ال150 وعن كل القرارات المتمخضة عن الجلسات التي يعقدها هذا المجلس».