تتعرض القناة الوطنية الثانية ومديرتها إيمان بحرون منذ فترة إلى حملات تشهير «فيسبوكية» وإعلامية مفادها أن القناة المذكورة أصبحت موالية للحكومة الحالية (النهضة) من خلال تمريرها لأخبار بهدف الدعاية السياسية إلى جانب تأكيد بعض الأطراف في تصريحات لها أن تعيين إيمان بحرون على رأس القناة ليس صدفة إذ انطلقت المديرة منذ توليها هذا المنصب في تمرير مقدمات برامج محجبات وضيوف ملتحين مع أن بحرون كانت في السابق منخرطة في منظومة «التجمع» حسب ما جاء في هذه التصريحات. الاتهامات الموجهة إلى القناة ركزت على حيادية خطها التحريري خاصة على مستوى المادة الإخبارية المقدمة فضلا عن الانتقادات الكبيرة لمضمون الحوارات السياسية وانتقاء الضيوف الذين غالبا ما يكونون من أنصار «النهضة» وآخر هذه الانتقادات وجهت إلى برنامج صور متحركة تظهر فيه امرأة وابنتها وهما منقبتان وقد أثار مقطع من هذا البرنامج تم نشره على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» العديد من الاتهامات الجديدة للقناة ومديرتها زكتها اتهامات مدير أخبار الوطنية الأولى السيد سعيد الخزامي الذي انتقد بدوره في مناسبة سابقة إدارة بحرون الوطنية الثانية وأكد أن هذه الأخيرة باتت تعمل بمعزل عن الإدارة العامة للتلفزة وتخدم أجندا سياسية معيّنة. سقنا جملة هذه الاتهامات والانتقادات إلى مديرة القناة الوطنية الثانية إيمان بحرون لكنها اعتذرت في الوقت الراهن عن الإدلاء بأيّ تصريح، في المقابل تحصلنا على بعض الإجابات من بعض المصادر المقربة لبحرون حيث أكد مصدرنا أن مقطع الفيديو المتداول حاليا على صفحات «الفايسبوك» يظهر أما وابنتها وهما محجّبتان وليس منقبتان كما يروج البعض إلى جانب أن هذه الصور المتحركة قد تم بثها يوم 29 أوت 2011، وهو ما يثبته شريط الأخبار أسفل الشاشة أو ما يُعرف ب«news bar» وفي ذلك الوقت كانت إدارة القناة تحت رعاية عدنان خضر وليس إيمان بحرون كما أنه في ذلك التاريخ لم تكن «النهضة» في الحكم بل كانت الحكومة الانتقالية الثانية، وهذا ما يطرح أكثر من سؤال حول من هو المستفيد الحقيقي من حملة السب التي تطال القناة والعاملين فيها دون التثبت من حقيقة ما يروّج على صفحات التواصل الاجتماعي. في نفس السياق يؤكد مصدرنا أنه وفي غياب هيئة وقتية لتنظيم قطاع الإعلام فقد تولى رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي تعيين مديرين على رأس بعض المؤسسات الإعلامية وكان اختياره لبحرون كغيرها من الإعلاميين ويتساءل مصدرنا عن أسباب هذه «الشوشرة» التي رافقت تعيينات الجبالي مع أن السيد الباجي قائد السبسي سبق وقام بتعيينات على رأس دار الصباح وإذاعة «شمس آف.آم» ولم تحدث مثل هذه الضجة!! وأضاف مصدرنا أنه كان يمكن أن يكون هناك عيب لو تجنى رئيس الحكومة على هيئة شرعية تنظم الإعلام وقام بتعيينات فردية مشيرا إلى أنه في ظل هذا الفراغ فمن حق رئيس الحكومة اختيار وتنصيب من يراه أفضل. هذا وتحدث لنا المصدر المقرب من بحرون عن المظلمة التي تتعرض لها القناة الوطنية الثانية خاصة على مستوى البرامج المقدمة إذ قال حرفيا «القناة الثانية ضحية القناة الوطنية الأولى». وفسّر مصدرنا كلامه بأنّ الوطنية الثانية تخلت خلال شهر رمضان عن برنامج «الكاميرا الخفية» لصالح الوطنية الأولى بما أن رؤوف كوكة لم يف بالتزاماته مع هذه الأخيرة وحتى لا يقع خسارة «سوق الإشهار» خلال هذا الشهر الكريم إلى جانب أن الوطنية الثانية ستتخلى أيضا عن السيتكوم الذي أنتجته ويحمل عنوان «العيشة فنّ» لصالح نفس القناة بما أن هذه الأخيرة لم تتمكن من انتاج أي عمل درامي للجزء الثاني من رمضان وكالعادة فالحفاظ على نصيب الإشهار دفع القناة إلى التنازل عن انتاجها على أن يتم بث السلسلة في توقيت لاحق على الوطنية الثانية. وتساءل مصدرنا عن أسباب هذه الانتقادات خاصة على مستوى الإنتاج مع أن ميزانية الإنتاج محدودة ملاحظا أن 6 أشهر لا تكفي لتحضير برامج تلفزية تنافس بقية الفضائيات مشيرا إلى أنه رغم «الصعوبات» وحملات التشهير التي تعاني منها القناة والعاملون بها فإن قناة الوطنية الثانية مصممة على تقديم برامج ومنوعات تلبّي أذواق المشاهد وسيكون شعارها الحيادية والحرفية المهنية.