شهد المسرح الأثري بسبيطلة ليلة الأربعاء 1 أوت أحد أفضل العروض الفنية التي نظمتها إدارة مهرجان العبادلة بسبيطلة خلال السنوات الأخيرة.. العرض أثثه المسرحي جعفر القاسمي والروعة والإتقان والامتياز كانت العلامة السحرية التي تقاسمها جميع الأطراف. الامتياز كان للجماهير الغفيرة جدا التي تحوّلت إلى الفضاء المسرحي ذات ليلة مقمرة، استمعت بانتباه، وصفّقت بانتباه، وغنّت أكثر من مرة في تفاعل مثير مع كل ما يصدر من الركح.. جحافل الشباب والنساء والكهول والأطفال أعطوا ليلة الأربعاء درسا في فن الاستماع حين يكون العرض على درجة عالية من الإبداع.. وأكدوا أن جمهور مدينة سبيطلة كان يستحق منذ سنوات عروضا تليق.. ومسرحا في المستوى. ضحك.. ورقص.. وغناء الروعة كانت للفنان جعفر القاسمي الذي تألق في احتواء الجماهير الغفيرة.. وعرف كيف يجعل منها شريكا في تقديم مسرحية «تونسي بوان كوم» من خلال حوارات مباشرة تخللت مختلف الفقرات، واستجابته لأكثر من طلب واستدعائه لطفلة صغيرة رقصت وغنت وارتفعت بالمناخ العام للمسرحية إلى درجة الذوبان في الفرجة كما صعد الركح شابان رقصا على إيقاعات «البراك دانس» وكانا ضمن نسيج العمل المسرحي.. جعفر القاسمي قدّم فقرات «تونسي بوان كوم» بكثير من الانتشاء، وأقسم أكثر من 10 مرات أثناء العرض بأنه «مزطول» من روعة المسرح والجمهور.. انتقل من فقرة ال«Connection» وال «réseau» إلى «الكابتن ماجد» و«عندي ما نقلك» و«البورطابل» و«البارابول».. وخرج عن النصّ.. وعاد إلى النص.. ورقص كطفل صغير.. وأبدع في إخراج «الضحكة» من آلاف القلوب. تنظيم مُحكم الاتقان كان أيضا لإدارة مهرجان العبادلة بسبيطلة في دورته الثانية والثلاثين حيث كان التنظيم على درجة من الإحكام. كما ان الاختيارات تستحق التنويه ويبدو أن الإدارة استفادت من المنحة التي ضاعفتها النيابة الخصوصية للبلدية وبلغت 20 ألف دينار كما استفادت من العروض المدعمة التي قدمتها وزارة الثقافة.. يذكر أن المحطة القادمة لمهرجان سبيطلة ستكون مع وليد التونسي (6 أوت) ونور شيبة (7 أوت).