عقدت منظمة " انا يقظ " ندوة صحفية بنزل " المشتل " بالعاصمة استضافت خلالها رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات " كمال الجندوبي " لمناقشة مشروع القانون المتعلق باحداث هيئة مستقلة للانتخابات الذي عرضته الحكومة مؤخرا على المجلس الوطني التأسيسي . و اكد الجندوبي خلال كلمته ان الجو العام الذي تمر به بلادنا متشنج نوعا ما و لا يسمح بطرح هذه القضايا في الوقت الراهن كما ابرز ان المرحلة الانتقالية حساسة و هشة جدا , و حث الجميع على توخي الحذر و التحلي باليقظة و الحيطة مشيرا الى ان العبور بالبلاد الى بر الامان مسؤولية الجميع قصد انجاح مسار الانتقال الديمقراطي . وطالب الجندوبي بضرورة التعجيل بانشاء هيئة مستقلة للانتخابات مع تركيز ادارة صلبها و تسخير اعوان للقيام بالعمليات الانتخابية معتبرا ان الوقت مناسب و لا يحتمل الانتظار نظرا لوجود عديد المسائل العالقة و التي تنتظر حلولا على غرار تسجيل الناخبين معلنا ان عدد المسجلين في انتخابات 23 اكتوبر بلغ 4 مليون مسجلا , إضافة الى تحسيس الراي العام بأهمية العملية الانتخابية ...
و كشف الجندوبي خلال كلمته عن وجود صعوبات تقف في طريق انجاح العملية الانتخابية القادمة منها الصعوبات السياسية اذ بيّن ان الانتخابات القادمة ستكون مختلفة عن سابقتها باعتبار ان الحكومة السابقة غير معنية بالانتخابات و لا تهمها نتيجتها فهي موجودة أصلا لحماية الانتخابات و إنجاحها , أما الحكومة الحالية ستكون طرفا في العملية الانتخابية القادمة و تريد الفوز بها " وهو مطلب شرعي حسب الجندوبي ) وهو ما يدخل شكوكا على استقلالية الانتخابات , أيضا مسالة التعامل مع الاحزاب فقد اعتبرها الجندوبي من اهم التحديات المنتظرة حيث ابدي استعداده على الاحتكام الى المساواة بين جميع الأحزاب ...
وتطرق الجندوبي ايضا الى الجدل القائم حول نظام الحكم الانسب لتونس و اكد ان اللجوء الى الاستفتاء وارد , لكنه ابدى تخوفه من عملية الاستفتاء بسبب غياب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قائلا :" الاستفتاء على نظان الحكم خطر في ظل غياب الهيئة " .
وانتقد الجندوبي المشروع الذي تقدمت به الحكومة بخصوص الهيئة المستقلة للانتخابات و قال انه مبادرة فردية من الحكومة و تشوبه عديد النقائص , و ابدى تحفظه من حذف مصطلح " العليا " و قال ان هذا يسقط عنها استقلالها الاداري و يجعلها في تبعية للحكومة ادارايا , و شدد مرارا على ضرورة ان تتمتع الهيئة بالاستقلال المادي و المعنوي و الاداري عن اي طرف ثان . و اعرب الجندوبي عن اسفه الشديد نتيجة التصرف الاحادي الذي اتته الحكومة من خلال عدم استشارة الهيئة بخصوص مشروع الحكومة و تمنى ان يقع الاصغاء الى الهيئة مستقبلا .
و كشف رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات انه تم سحب الحراسة عن مقرات الهيئة و خاصة مقرها الرئيسي في العاصمة بعد تحسن الوضع الامني بالبلاد و قال : " كان من المنتظر الغاء حالة الطوارئ بدخول شهر اوت , وهو الامر الذي جعل الحكومة تسحب الحراسة عن مقرات الهيئة " , و صرح الجندوبي انه اتصل بوزير الدفاع لمعرفة الاسباب الكامنة وراء قرار سحب الحراسة مبرزا انه تعهد باعادة الحراسة الى جميع المقرات في حالة تعرضها للخطر .