إحياء لذكرى أحداث 5 أوت 1947 انتظم صباح الأحد بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس تجمع عمالي كبير أشرف عليه حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل مرفوقا بعدد من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد وأعضاء الهيئة الإدارية على غرار بلقاسم العياري وحفيظ حفيظ وسمير الشفي وعبد الكريم جراد إلى جانب نقابيي الجهة وعلى رأسهم محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس. وفي كلمة له وجه حسين العباسي باسمه وباسم المكتب التنفيذي للاتحاد وأعضاء الهيئة الإدارية تحية شكر وتقدير لجهة صفاقس المناضلة والتي تحيي الذكرى الخامسة والستين لأحداث 5 أوت كما توجه بتحية وصفها بالنضال والصمود والتحدي لمن يريد أن يتحدى الاتحاد من اجل إرباكه وإفشال عمله وتشتيت صفوف منتسبيه. وفي قراءة تاريخية سريعة أكد حسين العباسي أنه وبعد تأسيس الاتحاد بسنة ونصف تقريبا كان يوم 5 أوت 1947 موعدا للإضراب الجهوي والصدام مع المستعمر ليسقط عديد الشهداء ويجرح المناضلون وتواصلت هذه النضالات ليقدم الاتحاد يوم 5 ديسمبر 1952 فرحات حشاد شهيدا لا من أجل العمال فحسب بل من أجل الوطن وما قولته الشهيرة " أحبك يا شعب " وليس " أحبك يا عامل " سوى دليل على ذلك كما أنه دليل على أن الاتحاد لم يقتصر منذ تأسيسه على الدور الاجتماعي فحسب بل لعب دورا سياسيا كبيرا تجلى في عديد المظاهر فالاتحاد مثل ركيزة أساسية في المجتمع التونسي به تحررت البلاد وتأسست الدولة الحديثة وكُتب لثورة شبابنا في 17 ديسمبر النجاح. وذكر في هذا السياق أن كل الجهات ساهمت وبتأطير من الاتحاد في مسيرة الثورة وخص بالذكر جهة صفاقس من خلال مسيرة 12 جانفي التي شارك فيها اكثر من 50 ألف شخص مطالبين بإسقاط النظام مؤكدا ان هذه المسيرة - وعلى غرار مسيرة تونس الكبرى في 14 جانفي- كان لها الأثر البالغ باعتبار أن صفاقس هي ثاني مدينة في البلاد وهي تمثل قطبا اقتصاديا كبيرا إلى جانب حجمها النضالي التاريخي الكبير وليس أدل على ذلك أن أغلب مؤسسي الاتحاد من أصيلي الجهة وتحدث العباسي عن مساهمة الاتحاد في تقريب وجهات النظر بين مكونات المجتمع المدني والفرقاء السياسيين إبان الثورة من خلال تركيز لجان حماية الثورة وهيئة الإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي وإسقاط حكومتي الغنوشي الأولى والثانية.. وبعد أن ذكر بمساهمة الاتحاد في إنجاح الانتخابات استنكر الامين العام للاتحاد الأصوات المتعالية مؤخرا في المطالبة بحصر عمل الاتحاد في الجانب الاجتماعي دون السياسي مؤكدا أن ذلك غير مقبول باعتبار أن المسار السياسي هو الذي يحدد المسارين الاقتصادي والاجتماعي. ومثلما كان منتظرا أشار العباسي إلى ما وصفه بالهجمة الممنهجة التي تتعرض لها الجهة خصوصا والعمل النقابي عموما ضمن سيناريو انطلق من صفاقس بأحداث مستشفى الهادي شاكر وتواصل بانتصاب المحاكم هنا وهناك مستهدفة النقابيين والعمال وإن أكد أن لا أحد فوق القانون فانه طالب بضرورة اطلاق سراح الموقوفين واستئنافهم لأعمالهم. وفي إشارة لموقف جمعية القضاة التونسيين أكد حسين العباسي أن الاتحاد من أشد المدافعين عن استقلالية القضاء الذي لم يتم إلى حد الآن على حد وصفه متسائلا عن غياب القضاء في تنفيذ الأحكام الاستعجالية بإخلاء مساكين السنيت التي احتلها عدد من المواطنين وعن غيابه في القضايا المرفوعة ضد من اعتدوا على مقرات الاتحاد بالحرق والتخريب وعن غيابه عند اقتحام رجال الأمن لبعض المحاكم لإخراج زملائهم من الموقوفين وأشار حسين العباسي سريعا إلى ازدواجية خطاب الحكومة في تعاملها مع الاتحاد الذي يُوصف إعلاميا بكونه شريك فاعل في مختلف القضايا الوطنية في حين أن الواقع لا يعكس ذلك تماما كما وجه رسالة لوم لمن عطل عمل الاتحاد من النقابيين مؤكدا أن ذلك لا أخلاقي موجها لهم الدعوة من اجل الانسحاب او البحث عن مكان آخر في ظل ما وصفه بالتعددية النقابية واختتم العباسي تدخله بكونه وبقدر تفهم الاتحاد للوضع الدقيق الذي تعيشه البلاد وخطورة الانتقال الديمقراطي واستحقاقاته بقدر تمسكه بالحوار ولا شيء غير الحوار مع الاستعداد التام للنضال في صورة تعطله وهو ما دفع الاتحاد إلى إطلاق مبادرة تستجيب لحاجة البلاد إلى حوار وطني شامل يضم الجميع دون استثناء ومباشرة بعد هذه الكلمة التحق الجميع بمسيرة كبيرة انطلقت من مقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس إلى النصب التذكاري بساحة الشهداء بشارع 5 أوت حيث وضعوا إكليلا من الزهور وتلوا فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الذين توشح أسماؤهم النصب التذكاري. وخلال هذه المسيرة،رفع المشاركون عديد الشعارات على غرار: عاش عاش الاتحاد... أكبر قوة في البلاد شادين شادين... في سراح الموقوفين وكان محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس تحدث في افتتاح الاجتماع بقاعة دار الاتحاد الجهوي تحدث بلهجة قوية مضمونها ان الاتحاد سيكون صلبا وقادرا على الصمود وعلى مواجهة المؤامرات التي تستهدفه مذكرا بالتاريخ النضالي الكبير للاتحاد على مر التاريخ سواء فترة الاستعمار وما قدمه من وشهداء ودماء او عهد بورقيبة ونويرة ومزالي والمخلوع على حد تعبيره ووصفه وهدد محمد شعبان بعزل كل نقابي لا يلتزم بالاضرابات القطاعية التي دعت اليها الهيئة الادارية الجهوية الاستثنائية للاتحاد والتي تقرر استئنافها بدءا من الاثنين بعد تعليقها يومي الجمعة والسبت الماضيين وهو استئناف للاضرابات القطاعية الجهوية على خلفية تواصل اعتقال نقابيي المستشفى الجامعي الهادي شاكر وشدد محمد شعبان على ان هذه الاضرابات ستكون ناجحة وبمشاركة مكثفة ومنتظر ان تشمل هذه الاضرابات عديد القطاعات منها الثقافة والاعلام والبريد والتجهيز والنقل