لم يعد خافيا ما تبطنه التظاهرات الرياضية من منافسة اقتصادية جاز نعتها بالحروب لدى اهل الاختصاص. وقبل انطلاق العاب لندن الاولمبية اقام الامريكان الدنيا ولم يقعدوها بسبب توريد ازياء منتخباتهم من الصين والحال أنها أمريكية التصميم لكنهم اعتبروا في اللجوء الى يد عاملة صينية لخياطة الازياء اهانة. نحن ايضا في تونس لاح وكأن المصانع الخاصة بالأزياء الرياضية غير متوفرة بالشكل المطلوب ليتم اللجوء الى ايطاليا لتوريد الأزياء.. والمصريون لهم ايضا مشاكل بسبب الازياء المقلدة.. وفي لندن تم تخصيص ما لا يقل عن 11 ألف بدلة مخصصة للموظفين والحكام، وأعداد كبيرة من تمائم أولمبياد لندن «وينلوك وماندفيل»، وقرابة 627 نوعا من الهدايا التذكارية الرسمية الخاصة بالدورة أي حوالي 65% من إجمالي أنواع الهدايا التذكارية صنعت جميعها في الصين. كما شهد حفل افتتاح الدورة ال30 للألعاب الأولمبية تشكيلة بديعة وألوانا زاهية لألعاب نارية صديقة للبيئة جلبت من الصين، كما ان العشب الصناعي الذي يغطي ملاعب منافسات الهوكي والمقاعد وأعلام الدول المشاركة في مراسم الافتتاح جميعها «صنع في الصين»، بالإضافة لمشاركة شركات صينية في أولمبياد لندن عن طريق صناعة أزياء منتخبات دول مشاركة في الدورة، حيث صنعت شركة بيكه الصينية أزياء منتخبات العراق ونيوزيلندا وسلوفينيا والجزائر ولبنان والأردن وقبرص، بعد أن كانت فقط قد أنتجت أزياء المنتخب العراقي المشارك في أولمبياد بكين 2008، ومن المحتمل تضاعف شركات صينية أرباحها بأكثر من 10 أضعاف بمناسبة أولمبياد لندن. ورغم تأكيدات وزير الخزانة البريطاني جورج أوسبورن على أن علامة «صنع في بريطانيا» ستكون رائجة ومميزة في أولمبياد لندن، إلا أن نسبة الهدايا التذكارية التي صنعت في بريطانيا لا تمثل سوى 9% فقط، بالإضافة لاختيار شركة البيرة الهولندية العملاقة «هاينكن» لتكون الراعي الرسمي للأولمبياد والتخلي عن شركات البيرة المحلية، وتوقيع عقد مع شركة أمريكية لطباعة 11 مليون تذكرة لمنافسات الأولمبياد، واختيار مصنع اندونيسي لإنتاج معدات وملابس رياضية للوفد البريطاني، الأمر الذي دفع الكثير من الشركات البريطانية لتقديم شكاوى ضد الحكومة بسبب إقصائهم وتفويت الفرصة عليهم. وتناولت وسائل إعلام بريطانية قرار الحكومة توقيع عقود مع الصين وغيرها من الدول على أنه قرار حكيم لتعثر الأوضاع الاقتصادية في بريطانيا وارتفاع ميزانية أولمبياد لندن من 2.3 إلى 11 مليار جنيه إسترليني. ولعل من أهم الأسباب لتألق علامة «صنع في الصين» في أولمبياد لندن هو «الأسعار التنافسية» و«سرعة الإنتاج» و«التفرد» حيث وجد مصممو حفل افتتاح أولمبياد لندن أن الألعاب النارية الصينية الصديقة للبيئة هي الوحيدة التي تستطيع تلبية احتياجاتهم.