يكتبها: جمال كرماوي .. وعدنا إلى جدال حسبنا أنه حسم منذ عقود.. عدنا إلى ملف وضع المرأة في الدستور الجديد.. ورغم التطمينات على أساس الوفاق وعدم التراجع في مكاسب ريادية تمكن المجتمع من الإقلاع بجناحين لا بجناح واحد.. كانت الصدمة الأولى عندما صرخ مسؤول سنة 2012 أن «الرجل إنسان وحتى المرأة أيضا إنسان».. ابتسم الحاضرون عند سماع هذا الاكتشاف العظيم رغم الصدمة.. ولكن الصدمة تلتها صدمة أخرى.. عندما جاء في مقترح مكتوب في المجلس التأسيسي.. «حيث أن المرأة مكملة للرجل».. تصوروا الرجل التونسي ينادي زوجته ب«يا مكمّلة».. وكأن المرأة ليست أساس المجتمع وإنما هي «أبسيون».. شخصيا فوجئت لأني أعتبر حركة النهضة الأكثر فهما وقراءة للواقع الوطني والدولي خلافا للحركات الإسلامية الأخرى التي لا تحلل بأدوات عصرها وتوفر ثمانين بالمائة من جهدها في الإفتاء في المرأة: من الحيض.. إلى مضاجعة الزوجة المتوفية.. ولأنني غير معصوم من الخطإ فأنا أدافع عن الأم والزوجة والبنت والأخت.. هل المرأة التي وضع الله الجنة تحت أقدامها ناقصة.. من يلد الرجال والنساء؟.. المرأة.. هي ليست «وعاء جنسيا» لأن الله وهبها عقلا يتفوق على عقول الرجال.. إذا علمتها زرعت نورا في كل بيت وإذا حررتها من أغلال الإقصاء حررت الرجال والنساء.. لأن الحرة تلد الأحرار.. هي الأم وهي الأمة.. هي ولادة النوابغ وصانعة المجد في الحرب والسلم.. هي رجل ونصف عندما يغيب الرجال.. هي شقيقة الروح ولو كان العالم بلا نساء لتحول إلى فحم.. هي التي حكمت الأمبراطوريات فخلدها التاريخ.. أنظروا من حولكم.. البلدان البائسة الفقيرة هي التي تحبس المرأة.. بسبب فقر المخ.. هي «فتنة» في رأي البعض وإذا كان الأمر كذلك فالرجال شركاء في توابع الفتنة.. لذلك عليهم أن يصمتوا أو يتعففوا.. فالمشكلة فيهم.. في نظرتهم إلى المرأة.. فكيف يرضون بهذا في أخواتهم..؟