استطاع الترجي الرياضي أن يكسر شوكة النجم ويقطع مع عقدته التي لازمته خلال مواجهاته الافريقية، وانقاد زملاء البلبولي إلى أول هزيمة ضدّ الجار التقليدي منذ انطلاق المواجهات الثنائية بين الشيقيقين في اطار المسابقات القارية. النجم الساحلي وعلى عكس لقاء «سان شاين» النيجيري الذي صنع فيه اللعب في غياب اللمسة الاخيرة، ظهر أول أمس في ثوب الحائر في أمره، ولاح خطّه الهجومي في عزلة عن محيطه الشيء الذي أدخل بن شريفيّة في إجازة فنيّة مسبوقة الجانب الأمني. خسر النجم رهان العودة الى الدّيار بما يبقي على تأمين باقي المشوار، ووضع الترجيون في المقابل قدما في مربع الذهب، ولم يبق أمام المدرب «منذر كبيّر» غير تعديل أوتاره وإعادة قراءته للأحداث، إذا ما رام النأي بنفسه عن تصاعد وتيرة الانتقادات التي طالته والتي جاءت آخرها من معقل الجزيرة الرياضية وبتأشيرة تونسية قطرية حمّلت «كبير» وجع الهزيمة ومرارتها في نفوس أنصار النجمة الساحلية. عبد المجيد الشتالي، وإثر نهاية المباراة لم يستطع كبح جماح سهامه التي أطلقها صوب القائم الأول على المقاليد الفنية لجوهرة الساحل منذر كبيّر، محمّلا إياه مسؤولية اختياراته الفنية وحرص على تشريك سليفادوس سانطوس طيلة السبعين دقيقة مكمن داء النجم سببها حسب تعبيره في نقص عددي مجاني. في إشارة ضمنيّة لغياب سانطوس عن مسرح الأحداث طيلة مجريات الدقائق التي شارك فيها. «كبيّر» على صفيح ساخن كعادتها سجلت صفحات التواصل الاجتماعي بسرعة تدفّق النجمة الساحلية حضورها في منابر التحليل والتقييم عقب اللقاء، واتحدت جميعها في سوء تقديرات المدرب واصراره على اللعب المباشر باتجاه الوافد الجديد موسى مازو الذي ظلّ ملازما لظلّه في غياب الدعم بعد تعطل حركة المرور عبر الأروقة وحصرها في الامدادات الطويلة مع طول قامة الحائط الدفاعي لشيخ الأندية. «ديڤغاج» التي بدأت تستجمع حروفها منذ لقاء سان شاين النيجيري، أصبحت في انتظار رصّ صفوفها زمن لقاء العودة بمركب سوسة بمقتضى الصيحات التي باتت تطلقها صفحات السواحلية. «مازو» هالة بفقاقيع هوائية لم يرتق مستوى لاعب منتخب النيجر موسى مازو الى مستوى الهالة التي رافقت قدومه الى المركب الأولمبي بسوسة، ولاح حضوره في لقاء أمس الأول فاقدا لعنصر الاضافة حيث غابت الحلول ولازم صمته الهجومي حتى آخر المباراة، ليظهر في ثوب الفقاقيع الهوائية بعد طول انتظار وترقب لمن كان قبل أيام منقذ النجمة الساحلية المرتقب. في المقابل أظهر «فران كوم» من الامكانيات ما يبطن خيرا لقادم المجموعة، خصوصا وأنه لاعب حركي يجيد المناورة وحسن القراءة لموضع التمركز وفق ما تمليه متغيرات المقابلة، وفي كلمة «كوم» بحق مثل مكسبا حقيقيا للنجم الساحلي. «الذوادي» رائع شمس الدين الذوادي كان بحق نجم اللقاء دون منازع، وأثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه آخر المقاتلين الشجعان في الحائط الدفاعي للنجمة الساحلية. تميز بقراءته الصحيحة لكتيبة الترجي الهجومية وكانت تدخلاته حاسمة وقاطعة لأجراس انذار شيخ الأندية.