في سوريا يُقتل الصحفيون ذبحا أو رميا بالرّصاص.. أو تحت أنقاض مكاتبهم.. سوريا الإخبارية هي الأكثر استهدافا والدّليل هو اختطاف طاقم كان على الميدان يسجل ما يحدث.. ومن بين المخطوفين «يارا» الصحفية التي رافقت ما حدث في ليبيا.. وإلى حدّ الآن لم أسمع من أصحاب المهنة ولو لوما أو استنكارا.. حماية الصحفي زمن الحروب حق مكفول دوليا.. والجماعات المسلحة التي استهدفتهم لا أظنها متفقهة في القوانين.. الأكيد أنّ هذا التصرّف اليائس يعني أن «الإخبارية» أوجعتهم خاصة بتفكيك المفبرك أؤ بتكذيب وفضح تزوير محطات الناتو والخليج الموجهة للعرب.. وإذا كانت الثورة من أجل الحرية والتعبير فكيف يغتال كل من هو مخالف... الإعلامي حامل ميكروفون أو كاميرا أو قلم.. بلا رصاص.. إذا كانت الثورة قامت من أجل هذا فلماذا تريد إخماد صوت الآخر.. أم أنّها ثورة النّاتو.. وبالوكالة... عربان يقتلون كل شيء جميل في هذا العالم.. الحرب قائمة ولكنها ليست ثورة.. والذّئاب تحيط بها شمالا وشرقا وغربا.. خَدَمَةُ الناتو مرتبكون.. الفبركة انكشفت.. العمالة انكشفت وما وراء هذا العنف الا عنف مضاد داخلي لأن النافخين في النار يصدّرون عاصفة سقوطهم إلى الجيران.. ولكن إلى حين.. سيقع السقف على تجار الدّين الذين أفتوا في قتل المسلم لأخيه المسلم وذبحه وسبي نسائه أو بالأحرى اغتصابهن.. ألم يقل القرضاوي ما مفاده «لو كان النبي محمد بيننا لوضع يده في يد النّاتو».. هي ليست ثورة ما دام جنودها مرتزقة جاؤوا من كل حدب وصوب.. وهي ليست ثورة لأنّ رموز ثوارها في فنادق تركيا وقطر والسوري الوطني في الخنادق دفاعا عن وطنه.. وحتى لا أنسى فإن الوقوف مع طاقم الصحفيين الذين خُطفوا ومساندة الحق في التعبير من هنا أو من هناك حق يكفله القانون والأعراف الدولية وعلى من هم وراء هذه الأعمال أن يرفعوا أيديهم عن الصحفيين.. وفي مثل هذه المواقف نكتشف معنى وجود الجمعيات والمنظمات الدولية.. وهل هناك فرق بين الصحفي العربي والصحفي الأجنبي..؟!!